من لقاءاتي مع الشاعر نور الدين صمود
كان أوّل لقاء لي بالدكتور الشاعر نور الدين صمّود يوم تكريمه من طرف جمعية ابن عرفة في قليبية يوم 06 ماي 2017
وبعد تكريمه من طرف صديقه الشاعر سوف عبيد كرّمنا هو بدوره وسلّمنا شهائد وكان مرحا طوال اللقاء.
وكم سرّ بما ارتجلت له من حروفي المتواضعة في بحر الرمل حين قرأتها عليه :
شاعرنا الجليل:
نهر شعر أنت ما قطّ نضب
بين رمل وطويل وخبب
منهل للفنّ مرفوع الرّتب
دمت قلبا نابضا عالي النّسب.
(الصورة رقم 1)
+++++++++++++++±++++++++++
اللقاء الثاني معه كان في اتحاد الكتّاب يوم غرّة مارس 2020 وكان يوما حارّا حتّى أنّنا استبعدنا قدومه إلى آخر لحظة لكنّه لم يخيّب ظنّنا وقدم وأمتعنا بحضوره البهيج وأشعاره العذبة وفي نهاية اللقاء أهديته كتبي وبعض الكلمات في البحر الوافر :
تحدّيت الهجير وجئت عزما
وما باليت أخطار الطّريق
فإن دلّ على شيء بدلّ
على عشق دفين ووثيق
ألا حُييت من ولهان صبّ
لإبداع جديد أو عثيق....
(الصورةرقم2)
+++++++++++++++++++++++++++
اللقاء الثالث لي مع شاعرنا كان على صحيفة المثقّف او بالأحرى كان لقاء قصيدتي عشتار بقصيدته عشتروت الشرق
على صفحات صحيفة المثقف.
نشرت قصيدتي عشتار بتاريخ: 16 نيسان/أبريل 2020
وبعد ثلاثة أيام أي يوم 19 أفريل تفاجأت بعشتروت الشرق لنور الدين صمود
وقد تكون معارضة لقصيدتي وهذا من شيم الشعراء الكبار وتواضعهم أو ربما حصل تخاطر بيننا أو ألهمته قصيدتي أو ربما ذكرته بنص قديم له .
وبما أن القصيدتين مطولتين فسأتناول فقط بعض التقاطعات بينهما.
1-أقول في عشتار :
هَبْ أنني قدْ مِتُّ عشقًا
وأنني قدْ قطفَ الهوى
آخر إشْعاعِ وجودي
وانْتصرْ
ألمْ يمتِ العشّاق قبْليَ حبَّا
ألمْ يُفْنوا زهورَ العمْر بحْثا
عنْ خُلّة النفسِ
عَنْ حبيبٍ منْتظرْ
تسْكنُ الرّوحُ لروحِه
تبوحُ به في نزْوةٍ منْ شبقِ الأقمارِ
صلواتٍ لمَا تسامى منَ العُمرْ
هذه الرّوحُ التي
تنْسلُّ منْ قيْد الضُّلوعْ
كلَّما ظمِئتْ
تُراودُها تَغازيلُ الصَّحرْ
ويقول نور الدين صمود في عشتروت الشرق:
ويا من أفكــــّر فيكِ بدون كَلاَلْ !
لأنتِ لقلبي السَّـنا والنـّـَدَى والظـــِّـلالْ وأنتِ التي، بالهوى والشذا، أنطقتني وأنتِ التي بـِسَـنَا حُسنها حيّرتـْـني وظلت أمامي تلوح كأحْـلـَى سُؤَالْ...
عن الهائمين بأبهَى ذوات الجمالْ.
* * *
2-أقول:
هلْ أنا يا عشْتارُ
يا غيْمةَ العشْقِ
ياخيْمةَ العشَّاقِ
إلاَّ ذلك الإنسانُ
دمٌ ولحْمٌ وفؤادٌ وبصرْ
أمْ أنني يا عشْتارُ
تغْريبةُ نيْزكٍ تقاذفَه الظَّلامُ
جُلمودُ صوَّانٍ بِقلْبٍ منْ حجْر
***
ويقول شاعرنا:
أقـــول لـنـفـسي،
وأسـألُ حـسّـي :
لماذا يرفرفُ في الصدر قلبي
إذا ما رأيتُ بـهاكْ؟
وأسألُ: أين أراكْ؟
أ في الواقع الحلو؟ أم في الخيالْ؟
وهل نلتقي في ضفاف المحال
3- أقول:
أرتّل الشِّعْرَ فُرقانًا وتوْراةً وإنْجيلاً
ولكنْ هل يُخْصبُ الزّرْعُ يا عشْتارُ
منْ غيْرِ مطرْ
ويقول شاعرنا:
وأشعُر أنكِ دفترُ أشعارِ حبِّ
وديوانُ شعرٍ تدفـــَّــق فِـيّْ
وأنــّـكِ أدنى من القلب، أقربُ منّي إليْ وأنكِ منـّي خرجتِ و أنكِ فـيّ حللـتِ كما حلـــّتِ الرّوح ُ في الجسد الهامدِ
***
4-أقول:
أنا لَنْ أسكنَ اللَّحْدَ
أنا لا أحْتمل انْغلاقَ الحُفرْ !
أنا يا عشتارُ عشتارٌ
أمْضي فأُبعثُ منْ جديدْ
بينَ الأرْضِ والشَّمسْ والقمرْ !
أُضيءُ قَناديلَ العاشقينْ
أَخُطُّ شُعاعَ طُهْرِي علَى جِباهِ الموْلودينْ
فتُخْصِبُ السّماواتُ
و تزْهر الأرْضونَ مطرًا ...
مطرًا ...
مطرًا ...
مطرْ !
ويقول شاعرنا:
وقد لـــُحْتِ للأعيُنِ الهاجعاتْ
كـتمثالِ فينوس أو عشتروتْ2
يـــُــشيعُ الصفا والبهاءْ
و قد لحتِ للأعينِ الجائعاتْ
كسلّة خَوْخٍ وتينٍ وتوتْ
شهيًّا لذيذا، إذا الصّيفُ جاءْ.
وإذ تقفين أمامي بقدِّكِ بين جميعِ النساءْ تلوحين كالشّوحَةِ الفارعَهْ3 تَمُدُّ ضفائرَها الرائعَهْ وتَسمُقُ نحو السَّماءْ وتَمضي تَتيه ُ على الغابِ مثل المنارْ وأمضي أحدِّقُ فيكِ كعبّادِ شمسٍ يغازل شمسَ النهارْ 4 ويرمُق إشعاعَها في الصباحْ ويَذهَلُ في حسن ألوانها إذ يودّعها في السماءْ.
وكما أقول دائما يلتقي الشعراء ولا تلتقي الجبال.
سلاما وهدوءا لروح شاعرنا الدكتور نور الدين صمود
زهرة الحواشي
الصورة الثالثة بقليبية يوم السبت 12 جويلية 2025
.منتدى الخليل.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق