آخر المنشورات

الثلاثاء، 22 يوليو 2025

وداعاً الشاعر السوري حسان عزت / بقلم الكاتب السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر

 وداعاً الشاعر السوري حسان عزت /

بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠


( شجر الغيلان في البحث عن قمر ٠٠!! ) 


" أيتها المتوجة بواواتها في سفَرْ

واو الدهشةِ عطش في العينين برمال صحارى

واو الماء في شفتين من توت وعسل

واو كرز حلمتين برفيف عصافير محبوسة

درّاق تحت تشيرت أبيض

تشيرت أبيض متوفّز بجسد من شبق

واو سرّةٍ تعبق بأسرارمانغو

واو حبّة عنب من عبق

في تمّةِ شفرين سعيدين باللؤلؤ المكنون ٠٠ "

( من قصيدة : واو بوهجه يصرخ من ألم ) 

٠٠٠٠٠ 


غيب الموت اليوم الثلاثاء الموافق ٢٢ / ٧ / ٢٠٢٥ م الشاعر السوري  حسان عزت ، والذي توفي عن عمر 75 عامًا بعد صراع مع المرض.

و ذلك في مقر إقامته في أبو ظبي ٠

و هو متزوج من الشاعرة السورية فاتن حمودي ٠


أليس هو القائل عن فراشات العشق :

أوّل العشقِ

دهشةٌ واشتهاء

وخطف الزنابق في مائها وارتعاش الحياة

واسئلة لا جواب ولو خالطت بالرئات

أول العشق

وهج أصاب على غفلة الرّوح فأنتبهت الى الدم

وأضاء َ قنديلَها بالبكاء٠٠ 


مازال مسلسل رحيل و فقد الشعراء في الوطن العربي لا يتوقف ، و لا سيما في هذه الفترة الأخيرة فيمضي سريعا في حالة تثير الدهشة من رحم المعاناة و مدى التأثر بالواقع و الصراعات التي تقلق المبدع ذو القلب الشفوف هكذا ٠٠

و هذا الشاعر من جذور دمشق الياسمين محملا بعبق السنيين و امتدادا لابنه البلبل العاشق الصداح نزار قباني ٠٠

فشاعرنا حسان عزت حمل أفراحه  و أحزانه معا ٠٠

في الغربة في دولة الإمارات العربية و ساهم في قفزة أدبية و صحافية عمقت أصالة الثقافة بكل مكوناتها و أطيافها الفنية في نزعة جمالية ٠

موزعة بين التاريخ و الحداثة و الحب و الجمال و الطبيعة و حلم الإنسان و أغنية السلام ٠٠


* نبذة عنه :

حسان عزت شاعر وناقد وصحفي سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق 1949، تعلم و تخرج في جامعتها ، ومقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة ٠

وعضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات.

و له تجربة في الشعر المسرحي 

و ساهم في إنشاء العديد من الصحف الإماراتية ٠

و ساهم في تأسيس بيت الشعر في الإمارات العربية ٠

و عضو لجان تحكيم مهرجانات شعرية ومسرحية وجوائز سورية وعربية.

و عضو لجنة تحكيم جائزة محمد بن راشد العالمية لشعراء السلام. 

الفائز الأول شعريا على جامعة دمشق والجامعات السورية 1976.


المرتبة الأولى في مسابقة أنجال هزاع لشعر الأطفال عام 2002 عن مجموعته الشعرية حواري الورد.


ترجمت أعمال شعرية للشاعر الى عدد من اللغات الغربية 

صدر له :

شجر الغيلان في البحث عن قمر - بيروت دار بن رشد 1981.

- تجليات حسان عزت- بيروت الدار العالمية 1983.

- زمهرير- بيروت دار النديم الوعي 1985.

- جناين ورد- بيروت دار عطية 1998.

- حواري الورد- المرتبة الأولى في مسابقة أنجال هزاع 2002.

- سباعية خلق- دار العوام- السويداء، سورية 2021. 

وقد رسمت لوحاتها الفنانة فاطمة عبد الله لوتاه ٠

- القصيدة العربية الجديدة في سورية قصيدة النثر نموذجًا (دراسة نقدية).


* مختارات من شعره :

لشاعرنا الراحل السوري حسان عزت دواوين شعرية متنوعة التعبير و التصوير و الايقاعات ، و من ثم نقدم له مقطوعة شعرية من قصيدته تحت عنوان ( لأنها الملكة بقرات الروح ) يسبح فيها بين ضفاف التراث و التاريخ معرجا حول ظلال البيئة وروعة المكان و معايشة قصر الملكة التي تجمع الحلم و الحزن معا ، و من ثم يختصر معادلة رحلة الحياة فيقول فيها : 

أقبّل الوردة تحت قدميها

وفوقَ خدّها

لأنّها الملكة

وأنا عمري بممالكَ وعوسجِ يواقيت

وأنا بسِرّان روحي

حالي وما حالي

في يناعاتِ شادرور

على قميصِها مفتّحا بأزرار

على نهدها المستفز لينْقُرَ النّدى

حالي

ولا قمر في الزمان رأى

ولا بنات الفرنسيسكان بالمراييل ولفح الصبا

نهدةٌ على نهدةٍ

غُصةٌ على غصّةٍ

طعنةٌعلى طعنةٍ

دمعةٌ على دمعةٍ

وخيبةُ أسى

وأنا مشيتُ لها من حمصَ إلى شامٍ ومن شام إلى حمصَ وحتّى آخرِ الأرض

وأنا معي الشجر والغيم وقطار القدم ٠


***

و يقول شاعرنا الراحل حسان عزت في قصيدة أخرى بعنوان ( نامي أيتها الوردة ) حيث يسافر بنا بين مسافات العشق و الهوى و الزهر و البحر يجمع مفردات الجمال في فلسفة المساء و يغني للسلام مع الإنسان في هذه الأرض المحترقة و شعره يعكس مرايا الواقع من زوايا متداخلة:

نامي أيتها الوردة ..

في نومك عطر الفن وتاجُ الأحلامِ ..

سأغني من عمق الروح مع النايات ..

اهدهدُ بحنانِ الأنسامِ ..

وأنادي الصبح يجيء حنانا مشفوعا ببياض الجوري ..

وأغاني خزامى الشامِ نامي..

سيطلع نور الشام الأحلى في خديكِ

وتوت القلبِ على شفتيكِ ..

ويطلعُ عصفورُ الحسون بزهرتهِ الأحلى

ويغني في حضنكِ ملهوفا ..

أيتها الوردةُ قومي للبحر

ليحلو ماء البحر

وتحلو الحورياتُ

ويرسمُ عشاق الفنّ صبايا من نور الألقِ

فوق كريستال الماءِ الأزرقِ ..

وبين الأسماك بالوان الشفقِ المشلوحِ على لؤلؤهِ البسّامِ ..

نامي ..

وافيقي يا وردةُ

طلعَ الصبحُ عليكِ جميلا برذاذ العطرِ وأنغامي ..

ورندلتِ الأغصانُ أليك ..

وطارت بجعات الروح إلى أنهار الفتنة ،

وبحيرات غرامي ..

سلاما يا وردةُ ..

طلعَ الصبحُ

ونادت شمسُ نهار الروح إليك سلامي .

شقشقتِ القبلة في الوردةِ

وشقشقتِ الروحُ بصدركِ نهدينِ مع التوت الشامي ..

افديك بروحي وهيامي ..

ها ريشةُ عودي تعزف قربك ألحانا

من موزارت وبيزيه وكارمن

وشعاعا من شعر الخيّامِ ..

وفاح البنّ بقهوة شرفات الأحلامِ ..

فيا وجع الشام أعد بردى دفّاقا بغرامي ..

ومحموما بالعطر الأبهى

في في ذوب النور على قدميها .

ويا أرض اغتسلي موسيقى

فوق حنان رخامِ أموي فيها ٠٠


و بعد العرض الموجز لعالم شاعرنا الراحل السوري و المغترب بأبو ظبي حسان عزت و تعرفنا على محطات فارقة من حياته الشخصية و الأدبية لا يسعنا إلا أن ندعو له بالرحمة و سيظل بيننا في سجل الخالدين ٠



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق