قصة قصيرة
براند مونيكا
للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل
لم أتوقع أن أحصل علي عقد عمل في تلك البلد الآسيوية التي يطلق عليها كردستان ،ومن اليوم الأول كان العمل في مكاتب الإدارة التي تحتوي علي الكثير من الجنسيات الأوربية و الأمريكية
و لاحظت تزايد أعداد السيدات ذات الجمال الصارخ و الملابس المثيرة و العطور الباريسية التي تتناثر عبر المكاتب و تخترق الحواجز لتثير شذي لم أعهده من قبل
العمل ممتع و لكني رغم وجود الكثير من الزملاء و الزميلات إلا أن فشلت في تكوين صداقات ربما لعملي في درجة أقل من تلك الجنسيات التي تحصل علي مرتبات ضخمه و لهم عادات وتقاليد تختلف عن ثقافتي . خاصة العلاقات مفتوحة بدون زواج
في خضم تلك الظروف لاحت في الأفق سيدة في منتصف الثلاثينيات من أهل البلد تعمل في نظافة المكان تبدو رائعه الجمال و الجميع لا يلحظ وجودها فهي مثلي ليست علي نفس ثقافة المكان و تعمل في مهنه بسيطة و ترتدي ملابس بسيطة تنم عن فقر مدقع
مع الأيام بدأ تقارب بيننا ربما جمعته الظروف من فقر و بساطة و مهنه بسيطة
و علمت منها أنها منفصلة عن زوج أعتاد الإعتداء عليها بالضرب و عدم الأنفاق منذ زواجها منه
و بمجرد أن حصلت علي عمل بمرتب مناسب قررت الإنفصال عنه و الإستقلال بحياتها
اما أنا فوجدت الفرصه سانحة للأرتباط بها في خضم هذه العلاقات التي لا تنتهي و هذا العالم الذي لا أستطيع أختراقه و عدم قدرتي علي التحكم في غرائزي مما اشهد من ملابس مثيرة و حياة منفتحة
و تم زواجي منها ما بين عشيه و ضحاها وسط ترحيب الزملاء و الزميلات في العمل
و أصبح عش الزوجيه هو مسكنها البسيط
و لم نفترق طوال اليوم في الصباح في العمل و في المساء نذهب سويأ للبيت ننهل من الحب و المتعه ما لم أكن أتخيله خاصه إصرارها علي أن تحكي لي كل يوم قصة من أحدي كتب الحكايات التي تصف تراث بلدها ولا تكف عن القراءه حتي أغط في سبات عميق
مرت الأيام سريعا ومر عام تلو العام و قاربت الشركة علي الإنتهاء من أعمالها في هذا المكان
و دارت مناقشات بيني و بين مونيكا عن مستقبل أسرتنا الصغيرة
و أقترحت أن أصطحبها إلي بلدي الأم لنكمل معأ مشوار زواجنا الناجح و الأغرب أنها وافقت بلا تردد خاصة أنها وحيدة بلا عائل و ستصبح بلا دخل بعد رحيل الشركة
عدت إلي بلدي و في يدي مونيكا وسط دهشة أهل القريه و أسرتي الصغيرة التي لم ترحب بتلك الزيجة و كانت تتمني أن أرتبط بأحدي قريباتي
التي لها نفس تقاليدنا و من اليوم الأول أقترحت مونيكا أن نبدأ مشروع يدر علينا دخلأ مناسباً و نتشارك في إدارته
فضلت أن يكون المشروع خاص بملابس السيدات و إكسسوارات الفتيات حتي لا تختلط مونيكا بأي رجل في القريه
و بالفعل وضعنا كل أموالنا في محل تم تجهيزه علي أحدث طراز و شرعت مونيكا في شراء كل ما تحتاجه المرأة العصريه من أحتياجات من محلات الجملة في المدن الكبري ، هي تحدد البضاعه و أقوم أنا بالتواصل مع التجار حتي تصل البضاعه إلي المحل و تقوم هي برصها بطريقة منمقه تجذب الأنظار و تشد الإنتباه
و مع الوقت توافدت السيدات و الفتيات إلي المحل للتعرف علي مونيكا تلك السيدة الاجنبية التي أتت من دوله بعيدة لتعيش معهن متعجبين من طريقه كلامها و ساخرين أحيانا من عدم فهمها لبعض الكلمات و ما بين ذلك و ذاك تزايد عدد و أصدقاء مونيكا
و أصبح المحل هو الأشهر في القريه بل تعداه إلي القري الأخري التي بدأت تتوافد نساءها إلينا لرؤيه تلك السيدة الاجنبية
و أصبحت طريقه لبس مونيكا براند تقلده سيدات القريه
وأصبح لها قناة علي اليوتيوب و التيكوتوك تعرض فيها كل صيحات الموضة و الجديد في عالم الملابس و الإكسسوارات
ولم يتوقف الأمر عن هذا الحد بل تعداه إلي إستضافة مونيكا في القنوات الفضائية كنموذج للمرأه العاملة التي نجحت في التجارة و عالم الأموال
لم أشعر بالغيرة من نجاحها بعد أن أصبحت في الظل
و لم أنتبه إلي أننا حتي الآن لم ننجب
إلا عندما تحدثت معي في الأمر و بعد شهور عديدة أصبحت حاملاً
و قررت أن تترك أداره مشروعاتها لي و التفرغ للأسره
و في أخر لقاء تليفزيوني لها
عندما سألتها المذيعة عن سبب نجاحها ؟
قالت في كلمات موجزة و مقتضبة
وراء كل أمرأه عظيمة .. رجل أعظم منها

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق