كُتّاب أبي
كنت أحاول تهدئة أبي وتشجيعه على مواصلة حميته ولكنّي كثيرا ما نزعت جبّة القاضية وعصيت أوامر الطبيب رأفة به و في غفلة من أمّي طبخت له من اللحم ما يشتهي ووضعت أمامه الملح ليأخذ منه غرضه وكنت أرابط بجانبه كامل اليوم خشية أن يرتفع ضغطه .
سلاما سلاما لأبي الحنون وأمّي الجميلة الحبيبة التي عاشت مكافحة من أجلنا .
سلاما لتلك الأيام الدافئة التي كانا لي فيها دثارا .
سلاما سلاما لمنزلنا الصّغير في مساحته الوسيع في تاريخه ومعارفه وتعدّد مواهبه .
سلاما لحيّنا " حومة الواد " الصّاخب العامر بالبراءة والجيرة الطيّبةوالفنّ والهزل والطّرائف والذي كان قلعة نضال ضد بوليس بن علي .
سلاما بحرّى الدّموع وحرقة الفؤاد لإخوتي فاطمة علالة ومحمّد الذين فارقونا باكرا تاركين في القلب جراحا لا تندمل .
زهرة الحواشي
(فقرة من الكتاب)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق