آخر المنشورات

الثلاثاء، 8 يوليو 2025

*** لُهاثُ العائدِ *** أحاسيس مصطفى الحاج حسين .

 *** لُهاثُ العائدِ ***

أحاسيس  مصطفى الحاج حسين . 


 دوَّى صمتّ العُتمةِ

اندلقَت هواجسُ الروحِ 

واشتعَلَ فتيلُ القلقِ

السقفُ يُكمُّ ٱهتَهُ 

والجُدرانُ تُخرِسّ دمعتَها 

الضوءُ يغطُّ في موتِهِ 

والنافذةُ تفقأُ عَينيها 

الهواءُ يتجرَّدُ من طعمِهِ 

والبابُ يسكنُ بانغلاقِهِ

يحبسُني اختناقي 

فأنبِّشُ وسادتي عن حُلُمٍ

كان يراودُني 

عن حبٍّ كان يغتصبُ قلبي 

عن بسمةٍ زرعتُها يوماُ

عن قُبلةِ شفتيَّ 

عن أصابعٍ أبحرَت في صدري 

لا ماءَ في بئرِ الذكريات 

لا أفقَ في دخانِ سجائري 

مطرٌ من الوحشةِ

سرابٌ يقطُرُ من عطشي 

القبرُ واسعٌ على غربتي 

الدربُ يزحفُ في حلقي 

وخطوتي مرِّةُ الطعمِ 

أمشي على سعةِ قيدي 

أتسلَّق كثبان الخيبة 

أزحف على جسر الفاجعة 

أتهاوى على البغضاءِ

تحضنُني ألفةُ الخناجرِ

يصافحُني الحسدُ

ويعانقُني القرفُ

صديقٌ يجزُّ فرحتي 

حبيبةٌ تستقبلُني بخيانتِها 

وطنٌ يحرقُ سجلَّاتِهِ

وأغانٍ لا ترقصُ معي 

تتكوَّمُ الجدرانُ فوق وِجهتي 

والجهاتُ تتدلَّى أمامَ لُهاثي .*


   مصطفى الحاج حسين

          إسطنبول.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق