من تحت رمادِ الحرب. إلى من يُشبهني بأكثر مما يحتملُ الصمت.𓂀
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما بعد،
فأنت…
فـراغٌ يلبسُ جلدَ الكلمات،
يَمشي على حِبالٍ من دُخان،
فوق نارٍ لا تهدأ…
تَحمل قصائدَ لا تُشبهك،
ووجهًا لا يعترفُ بمرآته.
تُجيد الصمتَ كأنك خُلِقتَ منه،
وتتهجّى نَفسك بين قذيفتين وخوفين.
ذاكرتك ضيقة كجيبٍ لا يتّسعُ للحب،
تسبح في نهرٍ مشروخ،
والماء ينقلبُ عليك.
أنتَ طيفُ شاعرٍ
ينكمشُ تحت أكمامِ الريح،
يرتجلُ حُروفًا تتكسر
كأنها طيورٌ سوداء
تسقطُ من غيمةٍ نائمة…
وبالمناسبة،
أعرف كم أنت هشّ
حين يتعلقُ الأمرُ باليعاسيبِ القديمة،
ونصوص الحب التي تخطُّها
على أسوار الحدائق المهجورة،
هي فقط محاولاتٌ نائمة
لإقناعِ نفسكَ أنك موجود.
أنت لا شيء،
لكن الـ لاشيء كله… أنت!
قصيدةٌ مرتجلة
خطّتها الأقدار نكايةً بإبليس،
فلم يقرأها أحد.
✦
آدم لم يكن حيثُ ظننت،
وقبل كلّ سُقوطٍ
تطير امرأةٌ على صحنٍ لا يُرى،
وأنت تظل تركضُ خلف الكلام،
وتنسى خُطاك تحتَ طاولةِ المقهى،
تَرقصُ بأناملك فوق مفاتيح مكسورة،
والرصاص يشاغبُ الأشجار
والأطفال والنوافذ،
وأنت هناك… كالمجنون
لا تملكُ إلا قلبك.
𓂃
2
أنا لستُ من هذا الطين،
الحزنُ سرقَ أبي في ليلةٍ بلا قمر،
وسَلبَ الحزنُ أمي في غفلةِ السُكر،
وأسرقني من ظلّها… بلا استئذان.
أنا نِصف جني،
والنصفُ الآخر يرتدي ملامحي
ليَعبث بلوحة المفاتيح،
يكتب الحماقات باسمي،
ويوقّعها بنبضي.
أنت لا تكتب…
أنت تنزف،
تختبر قدرتكَ على البكاء
بجرعة شعرٍ زائدة.
✦
والأحلام؟
صارت شيئًا صغيرًا
لا يكفي لتخبئته تحت جناحِ العصافير،
والبلاد؟
نزعت اسمك من تُرابها
وسقطت قبلك.
السُلطان باعَ العرش
واشترى وردةً من السوق،
والجنيات خبّأن الضوء
في كمّ الجارية،
والشمس تشرق الآن
في منتصف المساء
كما كانت تحكي الجدات…
فما الذي يدفعُكَ للبكاء؟
ألَعناتٌ تَلفظها في وجهِ القذائف؟
أم أنك آخرُ من بقي
يتذكّرُ وجهَ الحب
ويَلعنُ وجه الحرب؟
✦
أنت بارعٌ في عنونةِ الأشياء،
لكنّك تَرتبك في القبلةِ الأولى
كما تَرتبك في الطلقةِ الأولى.
فمن كنتَ قبل الحرب؟
وماذا كنتَ تملك؟
لا شيء…
كنت نائمًا على الرصيف،
والرصيف…
بقلم جــــــــبران العشملي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق