* النظام الدقيق للأكوان:
الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) الملك:
أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا (15) نوح.
*ولدت الفلسفة المادية وأعلنت أن جميع النّظم في الطّبيعة والكون كانت كالآلات ذات التّحكّم الذّاتي وأنّ الكمال والتّوازن فيها نتيجة الصّدفة. ولكن ، في هذه الأيّام ظهر خطأ المادّيّة والداروينية ، وما يسمّى الأساس المنطقيّ ، وقد فنّد العلم هذه الآراء. (انظر : كذبة التطور ، لهارون يحيى ، طبعات Essalam ، باريس ، 2002).
*الاكتشافات العلمية للقرن الـ 20 التي تتابعت بسرعة في ميدان البيولوجيا والفيزياء الفلكيّة ، أثبتت أنّ الحياة والكون قد أ ُنْشِئَا. في حين انهارت نظريّات الدّاروينيّة . وأكّدت نظريّة الانفجار الكبير أنّ الكون قد خلق من العدم. وأثبتت النّتائج أنّ هناك تصميمًا دقيقًا ومثاليًّا في العالم المادّيّ وهذا ما دحض قطعًا آراء المادّيّين.
*وبالنظر إلى الاحتياجات اللّازمة لظهور الحياة ، ونحن ندرك أنّ الأرض فقط تستوفي الشّروط لكي تكون هناك بيئة مواتية للحياة ، يجب توفّر ما لا يحصى من الشّروط المتداخلة. وهناك بعض مئات البلايين من المجرّات ، تحوي كلّ منها في المتوسّط مئات المليار من النّجوم.
فكم يُتوقّع من بيئة تشاكل البيئة المتوفّرة على كوكب الأرض؟.
*من"الانفجار الكبير" إلى القيم المادّيّة من الذّرّات ، و المستويات الأساسيّة الأربعة من مستويات العمليّات الكيميائيّة من النّجوم ، ونوع الضّوء المنبعث من الشّمس إلى مستوى لزوجة المياه ، والمسافة بين القمر والأرض ،إلى مستوى الغازات في الغلاف الجوّيّ ، والمسافة من الأرض إلى الشّمس مع زاوية الميل في مدارها ، والسّرعة التي تدور بها الأرض حول محورها ،إلى مهامّ المحيطات والجبال على الأرض ، كلّ التّفاصيل مصمّمة بطريقة مناسبة لحياتنا.
اليوم ،يسمّي العلماء هذه الظّاهرة الخارقة "من حيث المبدأ الحتميّ" و "التّنظيم الدّقيق" : هذه المفاهيم تلخص جوهر الكون ، حتّى في أصغر التّفاصيل قد رتّبت بعناية لجعل الحياة ممكنة . وبالتالي فالكون ليس كومة من الموادّ المرتّبة عشوائيًّا ، بدون غاية وبدون تنظيم .
*وتلفت الآيات السّابقة الانتباه إلى قياس التناسق في خلق الله. وتفيد كلمة"تقدير" ، معنى التّصميم ، والقياس ، والإنشاء بمقدار" وتستخدم في آيات قرآنية ، مثلًا في الآية 2 سورة الفرقان( الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (2) الفرقان): وقد وردت كلمة "طباقًا"للدّلالة على معنى "التّناسق" في ثلاث آيات : من سورة "الملك "وفي الآية 15 من سورة "نوح".وعلاوة على ذلك ، فقد كشف الله في سورة "الملك" ، عن المعنى المخالف (المضادّ) باستعمال كلمة"تَفَاوُت"،الحاملة لمعاني" الانتهاك ، وعدم المطابقة ، والفوضى . أي على العكس من ذلك ، أن هؤلاء الذين يسعون للتّنافر لن يكونوا قادرين على إيجاده.
*مصطلح "الضّبط الدقيق" الذي بدأ استخدامه في أواخر القرن الـ 20، يمثّل الحقيقة التي وردت في آيات قرآنية.
وخلال الرُّبع الأخير من القرن الماضي ، أظهر العديد من العلماء والمثقّفين أنّ الكون لم يكن نتيجة الصّدفة. بل مصمّم تصميمًا و منظّم تنظيمًا يسمح، في أدقّ تفاصيله، بتوفّر الحياة البشريّة. (انظر : خلق الكون ، هارون يحيى ، آل Attique الناشرين ، كندا ، 2001). وكثير من الخصائص تبيّن بوضوح أنّ الكون قد نشأ خصّيصًا لدعم الحياة.
وعالم الفيزياء ثكارل جيبرسون "يوضّح ذلك:
((-في السّتّينات ، أدرك بعض علماء الفيزياء، إثر ملاحظاتهم، أنّ الكون قد نُظّم بعناية بحيث يسمح بوجود الحياة البشريّة.))
* أشار الفيزيائي الفلكي البريطاني ، البروفيسور ف.جورج إلى هذا الانسجام الدّقيق في هذه المصطلحات :
((-يوجد نوع من القوانين تجعل هذا التّعقيد ممكنًا.))
حمدان حمّودة الوصيّف... تونس.
من كتابي : القرآن والعلوم الحديثة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق