شعر
شمَّاء
أيامُنا عيدٌ ، فيضٌ لغرتِها ..
أفراحُنا بِيضٌ ، رفقٌ وأطهارُ
شماءُ إن تُرق الأقدارَ جذوتُهَا ..
ترمِي شرارًا وحولَ النارِ أشجارُ
شمَّاءُ لو تعلو الأشياءَ نظرتُهَا ..
تُوفِي جلالًا وسهمُ الليلِ غدارُ
شمَّاءُ إذ تُفضِي الأشعارَ نَشوتُهَا..
تُومِي شعارًا ، وقولُ الحقِّ مختارُ
شمَّاءُ مَن مسَّت الأشياءَ راحتُهَا ..
تَبني مَجالًا ، وِلينُ الجنيِّ أسرارُ
شمَّاءُ إن تُمسي النعمَاءَ بشرتُهَا ..
تَرنِي مُحَالًا ، وجُلُّ الليلِ ستَّارُ
شمَّاءُ لو تُصغِي الآذانُ تسمعُها ..
تُهدِي دلالّا ، وبينَ الناسِ مضمارُ
شمَّاءُ إن تُبدي الأمجادَ عزَّتُهَا ..
تُعطي قرارًا ، وسيفُ اللهِ بتَّارُ
في طلِّها نظرٌ ، في سحرِها بصرُ ..
فهمٌ وإدرَاكٌ ، والعمرُ أنوَارُ
في ظلِّها نضرٌ ، في طلعِها نَوَرُ ..
في شوقِها خطرٌ ، عِلمٌ وإبصارُ
حُفَّ الشهيقُ بها من صُفرةِ الجادِي..
صُفَّ البريقُ لها ، والموجُ إعصارُ
مزنٌ وترياقٌ من حمرةِ الحادِي ..
والتوقُ والبرقُ ، بُعُدُ الأرضِ أقطارُ
والوجدُ والوجدَانُ طوقُها الغالي ..
والبسطُ والقبضُ أركانٌ وأحجارُ
والشهدُ والرضوانُ نجمُها العالي..
والقصدُ والذكرُ إحجامٌ وإِبرارُ
نعماءُ فارعةٌ ، دعجاءُ بارعةٌ
ما لامستها معَ الألماسُ أغيارُ
فيحاءُ ضارعةٌ ، كرماءُ ساجِدةٌ
برجاءُ صارمةٌ ، والنجمُ سيارُ
ما حفها الصدُّ ، خدرٌ بالكوَى ثملت..
لا تنطوي ، ومع الشطآنِ إبحارُ
ما مسها السحرُ، عقلٌ بالهوى خَرِبُ..
لا ينجلي الهمسُ ، والإذعانُ إدبارُ
لاينطلي الصمتُ ، غبٌّ بالنوَى طربُ
.. ودمعُ كاسٍ وعينُ الحُزنِ إِبصارُ
لا يستوي المِسكُ والعطورُ أنواعُ..
من جمرِ نارٍ ، وخمرُ القهرِ إسكارُ
فتعبرُ القيظَ والأبوابُ فارغةٌ ..
تمهَى لِواحلةٍ ، والمزنُ أمطارُ
فتكسرُ الغيظَ والاقداحُ نازحةٌ ..
تمشي لِراحلةٍ ، والكونُ أنصارُ
تسري لِراجيةٍ ، تزوي حنينًا لَهى ..
والسنُّ عاثرةٌ ، والبَينُ إخطارُ
تخطو الثريا فيخطو عُمرُها أفقًا..
تهفو كواحلها ، والكحلُ مغوارُ
أيقن تعِ خفقَ من تهوى حشاشتها..
يروي وريدًا خلا فالحبُّ جبَّارُ
أبصر تجد لُبَّ من تخشى بشاشتها
يشري مُريدًا سلا ، والقلبُ معيارُ.
الكاتب: معروف صلاح أحمد

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق