إِلَى العَرَبِ....
بمناسية انعقاد القمّة العربيّة الجديدة (اشكلوها كما ترون معناها )
لَـوْ أَسْتَـطِيـعُ الـبُـكَا، يَا أُمَّـةَ الـعَـرَبِ
بَكَيْتُ حَتَّى شَكَتْ مِنْ مُقْلَتِي هُدُبِي
بَكَيْـتُ يَا مَعْـشَـرًا قَدْ طَابَ عَيْشُهُـمُ
وعَيْـشُ إِخْوَتِـهِمْ فِي الضَّـنْكِ والتَّعَبِ
أَبْنَـاءُ "صُهْيُونَ" بَعْدَ الذُّلِّ قَدْ رَفَـعُـوا
فِـي أَرْضِكُـمْ رَايَـــةً مَشْبُوهَـةَ السَّبَبِ
فَدَنَّسُوا قُدْسَكُـمْ واسْتَعْـمَـرُوا وغَزَوْا
كَـمْ مَــعْـلَـمٍ شَامِـخٍ دَكُّـوهُ بِــاللَّـهَبِ؟
وشَـرَّدُوا أَهْـلَــكُـمْ وفَـتَــكُـوا واعْـتَـدَوْا
يَا حُرْمَةَ الدِّينِ: هَـلْ مِن نَاصِرٍ وأَبِـيّ؟
إِخْـوَانُـكُـمْ قُـــتِّــلُوا وأَنْـــتُــمُ تَـنْــظُـرُو...
..نَ نَـظْـرَةَ الـعَــجْـزِ؟ أَمْ قُلْ نَظْرَةَ العَجَبِ؟
الـعَـجْـزُ أَقْـعَـــدَكُـمْ؟ أَمْ إِنَّـــكُـمْ هَيْـكَلٌ
مِنْ وَرَقٍ لَا يُـجِــيـبُ شَكْــوَ مُغْـتَـرِبِ؟
هَلْ تَـقْـرَأُونَ مِنَ الـتَّـارِيـخِ مَا صَنَعَتْ
أَيْدِي الـجُـدُودِ ومَا عَـانَـوْهُ مِنْ نَصَبِ؟
الــنَّـارُ تَـأْكُــلُ إِخْــوَانًــا لَــكُــمْ عُــزِلُــوا
مَــا بَـــالُ نَــارِكُـمُ خَـامِــدَةَ الــلَّـهَـبِ؟؟
أَمْ إنَّكُـمْ خِـفْــتُـمُ فِــعْلَ البَعُـوضِ: إِذَنْ
إِنَّ الـبَـعُـوضَةَ أَدْمَـتْ مُـقْلَـةَ الــعَـرَبِي
أَمْ أَنَّـــكُـمْ بِـــالــكَـلَامِ تَـدْفَـعُـــونَ أَذًى
عَنْ أَرْضِكُمْ، خُطَبٌ تَعْـلُو عَلَى خُطَبِ
القَوْلُ، مَا أَفْصَحَ"الأَسْيَادَ"إِنْ خَطَبُوا
والفِــعْلُ، مَا فَـعَــلُـوا خَيْـرًا لِمُغْـتَـصَــبِ.
لَنْ تُـحْـرِزُوا مِــنْ عَـدُوٍّ طَــائِـلًا أَبـَدًا:
بِالـفِـعْـلِ يُدْحَـرُ، لَا بالقَـوْلِ والشَّجـبِ.
*****
اللهُ خَــلَّــفَـــكُـمْ، فِــي أُمَّـــةٍ، نُـــصْــرَةً
فَـمَـا تَــقُولُونَ يَــوْمَ الـحَشْــرِ والكُرَبِ؟
أَقَـــوْلُــكُــمْ إنَّــــمَــا بِـــالــفَــقْـرِ بَـلْـوَتُــكُـمْ
أَمْ قَــوْلُــكُـمْ إنَّــكُـمْ قَــوْمٌ عَــلَـى شُعَبِ
أَمْ قَوْلُكُـمْ أَضْعَفُ الإِيـمَانِ حُجَّـتُكُـمْ
يَسْتَـنْـقِــذُ الكُــلَّ مِنْ نَــارٍ بِلَا حَـطَبِ؟
مَاذَا تَـقُـولُـونَ لِــلــتَّارِيـخِ؟ إِنْ سَكَـبَتْ
كُــلُّ الـمَـحَــابِــرِ حِـبْـرَ الــعِـزِّ والأَدَبِ؟
كَيْـفَ سَيَـذْكُرُكُـمْ أَحْـفَـادُكُـمْ عِــنْــدَهَا؟
يَا لَـهْــفَ نَــفْــسِي عَـلَى قَوْمٍ بِـلَا عَـتَـبِ
مَــاتَـتْ كَـرَامَـتُـهُـمْ فِـي زَمَـنٍ كَـثُــرَتْ
فِيهِ الـمَـطَامِــعُ: هُـمْ لِــلــنَّـهْبِ والـسَّلَبِ.
*************
قَدْ طَـبَّـعُوا، وَيْـحَـهُمْ، مَـعْ قَاتِـلٍ إِخْوَةً
فَـهَـلْ يُــرَى، بَـعْدَ هَذَا، أَعْجَبُ العَجَبِ؟
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق