استوت في خلوة الروح سماء تغفو حينا و تهيم احيانا بطيف سابح في الملكوت
و استوت في عقد النجوم طفوة احلامي البريئة على سفح جبل هرم تفتت صخوره في ليالي الشدو مع صراصير الليل حين تمددت على سرير العنكبوت...
كل الأماكن تسأل عن حقيقة وجودي هنا وهناك...بلا جدوى
كل السفن ظلت ترصد قدومي على ضفاف الأمل المعجون بين فكي الصحو و الحلم الغافي على لوح صنوبري قديم ينهشه السوس...
ما عدت أرى في زوايا الأرصاد سوى غيوم صيفيه تحملها رياح جنوبية تلهب اوراق الشجر وتسقط اغصانه على منافذ العبور وتفتح شبابيك الانتظار...
وحين اصعد لسفينتي يختل ميزان القوى بوجودي المحتم على ظهرها فيصبح السبيل إليك أمل وحيد يشق عباب البحر ...إلى ضفاف المجهول ...
كل الأحلام كئيبة مثلي...
كل المشاهد كثيرة الصمت...ولا ترى إلا في مناماتي...
لا موج يجر الحوت لابتلاع الهواء حين يطفو فيعود ليغرق من جديد....
لا هسيس كلمات تشنف الآذان غير زفرات الليل العميق الاسى ...
وصهيل الحروف المقطعة حبالها في صحراء أفكاري...
فيا أيها الجواد الذي يشق حوافر وحدتي الظلماء
لكم أتعبني ضوء الصباح الفاتر فأنا مازلت أشتهي أن أضم جوانح الطير لعش بات خاويا من نبضات تهز مرقدي
ولكم أشتهي أن أصنع من لحافي الدافئ نصف حلم ألقيه على شباك غرفتي فلا يسمح بعبور الضوء البعيد إلا لمن يريد ...
فمن مثلي هنا يعشق سكون الكرى و ثرثرة القوافي في سطور الذكريات...
ويعشق تباعد الفواصل بين كلمات لا تحب التشبث بنون النسوة ولا بتاء التأنيث و لا بالنصب و الضم لجنس أدمي
ولا تعبأ بقوانين الطبيعة المجحفة
ولا تمتثل لخوارزميات هذا الكون الفسيح
من مثلي يريد أن يتجرد من حواسه الخمس كي يحضى بروح مرمريه غائبة الوعي عن الجسد الترابي
و عن لهفة الشيطان للحظات واهية تهز عرشه ريح العطور
و تحرك بطنه لهثة الخنازير ...
فدعوني لأشقى بحب في ساعات التأمل
و التماهي بسبك خارطة العبور الى أبعاد خارقة لفتح بوابات العشق الابدي...
دعوني فهناك طيف قادم على صهوة جواد أبيض لونه يسر الناظرين أراه يتسلق البرق و يتلحف النور و ينتظر لقاء من يحب بشغف الطفولة و حماسة البطولة ...
هناك شيء ما زال يتشكل بداخلي يمر عبر مرآة معكوسة على شمس قريبة جدا من نافورة الماء بساحتي
و يصعد إلي بدخان كل ليلة عند احتراق الشمعة على منضدة العشاء
يذكرني بما لم أقله له في الصباح....
دعني أذوب في كوب من الماء حين يبدا هتاف النبض يشتعل شوقا فيسمعني صوته في انحناءة الضوء على وجه الأرق...
لكن لن أخبر عيناه بكل هذا حتى يستوي البوح بالحنين و الحلم باليقين ...
و يغضب الليل من حديث الوجد بيننا
حين يعلم سره
فيمحو اسمي من سجل الاموات....
أحبك كما ترى بلا تفاصيل أذكرها
ولكني أعشق ذاك الحب المستحيل
والليل الطويل...
....
ليلى_السليطي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق