آخر المنشورات

الأحد، 13 يوليو 2025

لوحة سريالية : مدينتي تحت قبضة الشمس متابعة الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 لوحة سريالية : مدينتي تحت قبضة الشمس


في مشهدٍ يشبه لوحة سريالية،تمددت جهة تطاوين تحت وهج الشمس القاسي،فغدت شوارعها التي اعتادت على الهمهمة والدّوي كمسرحٍ أُفرِغ من ممثليه.الحركة شبه متوقفة، والأرصفة مقفرة،والمحال التجارية تنتظر زبائن لا يأتون.إنهاموجة حرّ استثنائية حوّلت نابض الحياة الحضري إلى جسدٍ خامل،حيث تتحكم حرارة الشمس في إيقاع الحياة وتفرض سطوتها على كل تفصيل.

مشهد غريب لم يعتد عليه أهالي الجهة

فالشوارع-كما أشرنا-أشبه بمسارات مهجورة.. والطرقات الرئيسية التي تشهد زحامًا لا ينقطع صباح مساء،باتت تعبرها سيارةٌ منفردة بين دقائق طويلة..أرصفة بلا أقدام.. مقاهي بدون زبائن..

وصمت غير مألوف..حتى أصوات الطيور اختفت، مختبئةً في ظلال الأشجار الباسقة.

لقد تحوَّل البقاء في الداخل،في كنف المكيفات والمراوح،من رفاهية إلى ضرورة بقاء..!

ولكن..

المدينة ( تطاوين) اليوم ليست ميتة،بل هي في سُبات عميق.إنها تستجمع قواها،وتنتظر بفارغ الصبر اللحظة التي تهمد فيها حدة الشمس مع غروبها،لتعود نبضات الحياة تدبُّ في شرايينها من جديد.

هذه المشاهد المهجورة هي صرخة صامتة من كوكب يئن تحت وطأة الحرارة،وتذكيرٌ قاسٍ بمدى هشاشتنا أمام جبروت الطبيعة عندما تثور. 

والسؤال..

هل نعي الدرس قبل أن تتحول هذه الصورة الاستثنائية إلى واقع دائم؟!

صبرا جميلا..يا أهالي مدينتي الشامخة..فدوام الحال،من المحال..!


متابعة محمد المحسن



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق