آخر المنشورات

الاثنين، 11 أغسطس 2025

كلمة اليوم . عن حدود المزاح والضحك. بقلم الناقد الشاعر سامى ناصف

 بسم الله الرحمن الرحيم ..

أقدم لكم كلمة اليوم .

عن حدود المزاح والضحك.

ـــــــــــ

واعلم أن للمزاح إزاحة عن الحقوق ومخرجا إلى القطيعة والعقوق، يعيب المازح ويؤذى المُمازَح .

فالمزاح يذهب عن صاحبه الهيبة البهاء، ويجرىء عليه الغوغاء والسفهاء.

وأما أذية المُمازَح، فقد ناله القول السيىء والفعل البغيض من المُمازِح.

فقد رُوى عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم أنه قال :المزاح استدراج من الشيطان واختداع من الهوى ..) وقال : عمر بن عبدالعزيز : اتقوا المزاح فإنه حمقة تُورث الضغينة.

وقيل: إنما سمى المزاح مزاحا، لأنه يزيح عن الحق.

 وقال بعض الحكماء : المزاح يأكل الهيبة كما

تأكل النار الحطب .

واعلم أن العاقل هو الذى يقتصد فى المزاح ولا يحدثه إلا إذا جمّل الموقف الذى مزح فيه.

والعاقل يتوخى بمزاحة إحدى حالتين:

الأولى: إيناس المصاحبين والتودد إلى المخالطين فقد قال سعيد بن العاص لابنه: اقتصد فى مزاحك فإن الإفراط فيه يذهب الهيبة ويجرىء عليك السفهاء .

والثانية : أن ينفى من المزاح ما طرأ عليه من سأم.

فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم ـ يمزح ولا يقول إلا حقا.

فمن مِزاحه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما رُوي أن عجوزا من الأنصار أتته فقالت : يارسول الله ـ ادع لى بالمغفرة . فقال ما علمت أن الجنة لا يدخلها العجائز؟ فصرخت، فتبسم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال : ما قرأت قول الله ( إنا أنشأناهن إنشاء ،فجعلناهن أبكارا عُربا أترابا )..

 وأما الضحك، فإن اعتياده شاغل عن النظر فى الأمور المهمة مذهل عن الفكر فى النوائب الملمة، حيث قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:  إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه.

ولكن الضحك ليس منه التبسم وقد كان النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ أملك الخلق لنفسه، وقد تبسم حتى بدت نواجذه ، حتى إنه قال ( إن تبسمك فى وجه أخيك صدقة )

أما الضحك صاحب القهقة الذى يشغل القلب ويلهى العقل عن الجِد هو المذموم.

اللهم أبعد عنا المزاح الممجوج، والضحك المذموم .. أمين

 نقلها وكتبها  / سامى ناصف



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق