بسم الله الرحمن الرحيم ..
أقدم لكم كلمة اليوم .
عن حدود المزاح والضحك.
ـــــــــــ
واعلم أن للمزاح إزاحة عن الحقوق ومخرجا إلى القطيعة والعقوق، يعيب المازح ويؤذى المُمازَح .
فالمزاح يذهب عن صاحبه الهيبة البهاء، ويجرىء عليه الغوغاء والسفهاء.
وأما أذية المُمازَح، فقد ناله القول السيىء والفعل البغيض من المُمازِح.
فقد رُوى عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم أنه قال :المزاح استدراج من الشيطان واختداع من الهوى ..) وقال : عمر بن عبدالعزيز : اتقوا المزاح فإنه حمقة تُورث الضغينة.
وقيل: إنما سمى المزاح مزاحا، لأنه يزيح عن الحق.
وقال بعض الحكماء : المزاح يأكل الهيبة كما
تأكل النار الحطب .
واعلم أن العاقل هو الذى يقتصد فى المزاح ولا يحدثه إلا إذا جمّل الموقف الذى مزح فيه.
والعاقل يتوخى بمزاحة إحدى حالتين:
الأولى: إيناس المصاحبين والتودد إلى المخالطين فقد قال سعيد بن العاص لابنه: اقتصد فى مزاحك فإن الإفراط فيه يذهب الهيبة ويجرىء عليك السفهاء .
والثانية : أن ينفى من المزاح ما طرأ عليه من سأم.
فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم ـ يمزح ولا يقول إلا حقا.
فمن مِزاحه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما رُوي أن عجوزا من الأنصار أتته فقالت : يارسول الله ـ ادع لى بالمغفرة . فقال ما علمت أن الجنة لا يدخلها العجائز؟ فصرخت، فتبسم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال : ما قرأت قول الله ( إنا أنشأناهن إنشاء ،فجعلناهن أبكارا عُربا أترابا )..
وأما الضحك، فإن اعتياده شاغل عن النظر فى الأمور المهمة مذهل عن الفكر فى النوائب الملمة، حيث قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه.
ولكن الضحك ليس منه التبسم وقد كان النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ أملك الخلق لنفسه، وقد تبسم حتى بدت نواجذه ، حتى إنه قال ( إن تبسمك فى وجه أخيك صدقة )
أما الضحك صاحب القهقة الذى يشغل القلب ويلهى العقل عن الجِد هو المذموم.
اللهم أبعد عنا المزاح الممجوج، والضحك المذموم .. أمين
نقلها وكتبها / سامى ناصف

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق