آخر المنشورات

الأربعاء، 13 أغسطس 2025

حينَ يُرهِقُني الضّوءُ بقلم الكاتب سعيد إبراهيم زعلوك

 حينَ يُرهِقُني الضّوءُ

✍️ سعيد إبراهيم زعلوك


تعبتُ…

كأنّي سراجٌ خجولٌ يُضيءُ الفراغَ

ويخبو… كظلّ السنين،

كأنّي ترنّيمةٌ ضلّت الحُنجرة،

أو نايُ وجعٍ حزين.


تعبتُ…

وفي داخلي سُهدُ مرآةِ روحي،

تُناجيني بالصمتِ… لا باليقين،

أسيرُ، وخطوي يُكرّرُ جهلي،

كأنّي غبارُ السكونِ الرّزين.


تعبتُ من الوقتِ يطوي رجائي،

كأنّي أُعدّ انكساراتي بين الحنين،

ومن زحمةِ الناسِ لا أستبينُ الوجوهَ،

كأنّ الجميعَ دخانٌ… وأنّي الطّين.


تعبتُ…

وحينَ أبتسمُ، تنكسرُ الرعشةُ

في هدبيَ، لا يسترُ الحزنُ وجهَ الجبين،

وحينَ أتكلمُ، ينفلتُ وجعي،

ويُفضَحُ خوفيَ المدفونَ بالياسمين.


تعبتُ من الأرصفةِ اليابسة،

من الشُّرفاتِ العقيمةِ،

من الأبوابِ الموصَدةِ… من صمتي الدفين،

من الطرقاتِ التي ما تعودُ،

ومنّي… ومن ظلّيَ المستكين.


تعبتُ منّي،

من اسميَ حين يضيعُ بلا أثرٍ،

كأنّي هواءٌ يُسامرُ عيونَ السجين،

من وجهي الذي لم يعد يشبهُ القلبَ،

ولا يشبهُ الطفلَ في الحلمِ… لا اليقين.


تعبتُ…

من رسائلَ تاهتْ،

ومن حروفٍ شقيّة،

ومن ودٍّ مزيّفٍ، من دمعِ عينٍ،

من دفاترَ صامتةٍ،

وحكاياتٍ نائمةٍ في السطرِ الحزين.


تعبتُ…

فلا القلبُ يسكنُ في راحتي،

ولا خطوتي للنجاةِ تُعين،

أدورُ على نبضيَ التائهِ في داخلي،

وأرجو سماءً… ولا من معين.


تعبتُ…

تعبتُ…

تعبتُ…

وكلّ ارتجافٍ بصدري يُغنّي الأنين:


يا قلبي…

هل بعد هذا الضياعِ سبيلٌ؟

وهل يُولدُ النورُ من عتمةِ العابرين؟

أم نمضي كما كنّا دومًا…

حكايةَ غيمٍ… بلا آخرين؟


فإنْ كان هذا التعبُ بوّابةً

لرحلةِ منفى بلا راجعين،

فخذني إليك…

إلى حيثُ لا سِيرةٌ، لا ذاكرة،

لا حزنٌ…

لا شجنٌ…

لا أنين.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق