آخر المنشورات

الأحد، 3 أغسطس 2025

التحيةُ الحمراء شعر : يونس عيسىٰ منصور ...

 ✳️ التحيةُ الحمراء ... ✳️

 إلىٰ زوجتي الحبيبة أم علي رحمها الله

وما ( فِكْرٌ ) سوىٰ صُبْحٍ صَبوحِ

رَمَاهُ الذَّبْحُ بالأجَلِ الذَّبوحِ ...

تزامَنَ موتُها وأذانَ فَتْحٍ

كأنَّ مَماتَها فَتْحُ الفُتوحِ !

إذا غارتْ خيولُ الموتِ ضَبْحاً 

تُرينا أيَّ عاديةٍ ضَبوحِ !

وإني لاأرىٰ امْرأةً كَفِكْرٍ

مِنَ الإسلامِ أو قومِ المسيحِ !!!

إذا فَسُحَتْ سهولٌ دونَ فِكْرٍ

تضيقُ النفسُ في السَّهْلِ الفسيحِ

إليكِ قريضُ كارثتي قُروحٌ

تعالىٰ فوقَ قارحةِ القُروحِ

إليكِ جروحُ فقْدِكِ نازفاتٌ

فياللهِ من نَزْفِ الجروحِ !

فصيحُ الشعر كَبَّرَ حينَ أنْعَىٰ

فما في نَعْيِ غيرِكِ من فصيحِ !!!

تطوفُ قصيدتيْ في الموتِ رُوْحاً

وَرُبَّ قصيدةٍ من غيرِ روحِ

وقد وَضحَتْ بموتِكِ غامضاتٌ

فمن يرتابُ في هٰذا الوضوحِ !؟

وبُحْتِ إلَيَّ عن رُسُلِ المنايا

فمالَكِ عن رسولِكِ لم تبوحي !؟

صريحٌ حينَ أكتُبُ ماأُعاني

وغيري يُسْتَفَزُّ مِنَ الصريحِ

وإني مامدحتُ سواكِ أُنثىٰ

فغيرُكِ مابها غيرُ القبيحِ

وإنْ نَزَحَتْ بفَيْضِكِ نازحاتٌ

أعِشْ ظمآنَ من صَخَبِ النزوحِ

إذاما سامنيْ زمنٌ شحيحٌ

أراكِ الجودَ في الزمنِ الشحيحِ

تراءتْ في الخيالِ رؤىٰ الطَّموحِ

وأطمحُ فوق ما يعلو طُموحي

وأنتزعُ الصروحَ صروحَ مجدٍ

إذا مالَ الجبانُ عنِ الصروحِ

وأطفحُ فوقَ أمواجِ المنايا

علىٰ حُزْنٍ عراقيٍّ طَفوحِ

وَنُلْتُ جبالَها قمماً صِعاباً

وغيري لم ينل غيرَ السُّفوحِ

جَموحٌ لاأُجَرُّ بحرفِ جَرٍّ

فيونُسُ مانعُ الصَّرْفِ الْجَموحِ

إلىٰ أُفُقِ السماء فقط جُنوحي

بأطْهَرِ مَشْرَبٍ من عهدِ نوحِ

تَقَيَّأتُ الزمانَ فما بجوفي

شَرابٌ من زمانِهُمُ القبيحِ

وَعَجَّتْ بِيْ رياحٌ عاصفاتٌ

فما وَهَنَتْ قوايَ بألْفِ ريحِ

صياحُ الفاشلينَ علا نباحاً

وهل أهتزُّ من جُرْوٍ نبوحِ !؟

وتلك سَجِيَّتي مُذُ كنتُ غَضّاً

أُداوي الجِرْحَ بالكفِّ الجريحِ

 وليسَ بهمتي العُليا غُلُوٌّ

وتشهدُ ساحةُ العُظماءِ سوحي

هَصورٌ واثبٌ عَطَبٌ جُموحي

فُراتٌ خالدٌ سُقْيا نُضوحي 

ولكنْ موتُكِ الفانيْ طَواني

كما تُطوىٰ الطُّروحُ عنِ الطريحِ

وتَعْشقُني الحسانُ وفِيَّ قُبْحٌ

وَكم حسناءَ هامتْ في قبيحِ !

وإني إنْ مَدَحْتُ فذا بيانٌ   

وقد يُغْني البيانُ عنِ المديحِ

وإنيْ إنْ رَثَيْتُ رَثَيْتُ  رُوحاً

تسامَتْ بالمَماتِ كألْفِ روحِ

 وَفُزْتُ بسورةِ الشعراءِ رِبْحاً

علىٰ ألْفَيْ عُكاظِيٍّ ربيحِ

بفكرٍ عامرٍ مرنٍ سموحِ

أرىٰ المَخْفِيَّ  بالبَصَرِ اللموحِ

ومااحْتاجتْ نصوصيْ فيكِ شَرْحاً

وقد تُغني النصوصُ عن الشروحِ

أنوحُ عليكِ ماناحتْ سِقابٌ ١)

فيا ( فِكْرَ ) القبورِ عَلَيَّ نوحي

عليكِ تحِيَّتيْ الحمراءُ تبكيْ

ضريحاً راجياً يوماً ضريحي ...

✳️✳️✳️✳️✳️✳️✳️

شعر : يونس عيسىٰ منصور ...

١ ) السِّقَابُ : قُطْنَةٌ كانت المرأَة في الجاهلية تُحَمِّرُها بدمها فتضعها على رأْسِهَا وتُخْرِجُ طَرَفَها من قِنَاعِها لِيُعْلَمَ أَنَّها مُصابَةٌ بفقد زوج أو قريب ... ويُطلقُ علىٰ المرأة التي تفعل ذلك : امْرأةٌ سِقاب ...



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق