*معلّقةُ ما بعدَ الرّبيعِ العربي*
**
تمهيد
في نصه "معلّقةُ ما بعد الرّبيع العربي"، يفتعل الشاعر التونسي محمد الناصر شيخاوي حوارًا افتراضيًا مع أكابر شعراء الجاهلية : امرؤ القيس وعنترة والذبياني.
ليس الهدف مجرّد استرجاع المجد الشعري، بل إثارة قضايا إنسانية صادمة : الحروب والدمار والضياع، ليشير بوضوح إلى أن عصرنا هذا أكثر جاهلية وغلظة وإقصاءً.
العنوان "معلّقة ما بعد الرّبيع العربي" يُعلن عن حالة التعلّق بالذّاكرة والشّعر والهويّة، و يُنْبِئُ عن خيبة أمل في حاضر مُفزعٍ ومُقرفٍ، لا يُضْمِرُ إلّا حقدا ولا يُثْمِرُ إلّا حربا.
*مُعَلّْقَةُ مَا بَعْدَ الرَّبيعِ العربي*
وقَدْأجازها،مشكورا،النّابغةالذّبياني.
*
مَعْذِرَةً،
يا امرؤ القيس
ويا عنترةَ،
ما جئتُ عُكَاظًا
بأبياتٍ مِنَ ااشِّعرِ تُعَلّقُ
بَلْ جِئْتُ أسألُ عَنْ دِمَشْقَ،
قلبي بها مُعلّقُ
رَدّّ الذبيانيُّ، مُبْتَسِمًا،
كأنَّهُ اسْتَحْسَنَ ما كُنْتُ أقولُ :
أكْمِلْ أيّها الشّاعر،
فقَدْ حُزْتَ لِلتَّوِّ
على النِّصْفَ مِنَ السَّبَقِ
قلتُ :
ألا يكفي الْفَطِينَ ما ذكرتُ،
إنَّ الْبَدّرَ، يا سَادَةَ الشِّعْرِ،
في ليلةِ النِّصْفِ يَتّسِقُ؛
نِصْفُ الْجُرْحِ يا حضرة القاضي
عِرَاقٌ
ونِصْفُهُ الدّامِي
دِمَشْقُ
قَالَ حَسْبُكَ أَيُّهَا الْعَاشِقُ
هَاتِ قَلْبَكَ الْمَوْجُوعَ، شَاهِدًا
عَلَى سَتَائِرِ خَيْبَاتِنَا يُعَلَّقُ
محمد الناصر شيخاوي
تونس

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق