"نغني للنصر وللحياة"
ذات يوم مر بنا عاصي
لم يفتح الكتاب..
فهو غريب ليس منا
ليس بكهل وليس بشاب..
له طبيعة خاصة
كأنه من حيوانات الذئاب..
شرس له أظفار وأنياب
في عينيه سواد وغياب..
جلس بعيدا وحيدا
كأنه يتعبد في المحراب..
فجأة تحول لجمرة عظيمة
ومن حوله النار
وصاح بصوت هادر جبار
"افتحوا الأبواب لا نجاة
فأنتم وليمة العذاب..
أرضكم أرضنا
وأنهاركم أنهارنا
والزمان لنا لا لكم يا أصحاب"
فارتجف الجمع لحظة
لكننا لم ننحنِ
ولم نُصب بالاضطراب
بل صرخنا جميعا
من أنت؟ وما هذا الخراب؟
ابتسم ابتسامة سوداء
وقال : أنا الوجه الذي يطيح الرقاب
أنا الغريب
الذي يسرق الضوء من السحاب
أنا الظل حين يطغى على النهار
ويغطيه بالضباب
كل باب تغلقونه أنا أفتحه
وكل جدار تبنونه أنا أهدمه بالحراب
هتف الجميع لم نركع
لم نخضع
بل رفعنا رؤوسنا كأشجار وأعشاب
وقام فارس من بيننا
عيناه تغضب كالبركان
قال : لا هيبة لذئب
يختبئ في الظلام
ولا سلطان لوهم يسرق الأحلام
هنا أرض أجدادنا هنا جذورنا
هنا الدم الذي لا يُشترى
ارتجت الجبال بصدى صيحته
واهتزت السهول بخطوته
وانقض الجمع من حوله
كالبرق.. كالإعصار
كالموج إذا هاج بلا انكسار
وأُطفئت النار تحت وقع الأقدام
وتكسرت أنياب العاصي كأنها أوهام
تبعثر رماده في الريح
وغاب صوته كصرخة
في واد بلا صدى ولا مقام
ثم عدنا نرفع الرؤوس
نغني للنصر وللحياة
نحرس الأرض بالدم والوفاء
نحن الفداء
نقسم أن لا غريب يسرق خبزنا
ولا دخيل يطفئ فينا الرجاء
فنحن الباقون..
و السائرون بشموخ و كبرياء
ونحن الحماة إلى آخر الدهر
نحن العزة والنصر
نحمد الله على خير السماء
//عبدالله النجار

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق