آخر المنشورات

السبت، 9 أغسطس 2025

إلى متى؟ بقلم الكاتب رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس

 إلى متى؟

إمّا أنّكم غافلون فعلا أو أنتم تستغفلون أنفسكم وتستغفلوننا، ماء الحياء على وجوهكم صار عطرا تتعطّرون به حين تستقبلون سادتكم فتنسون أنّه سبب أزماتكم وأزمات إخوان لكم يموتون يوميّا إمّا جوعا أو بنيرانه؟ تنظرون إلى أنفسكم في مرآة الزيف متوهّمين أنّّكم سادة ولكم  عزّة وكرامة، ولكنّ الحقيقة بعيدة كلّ البعد فأنتم عبيد تسير بكم قوافلهم إلى أسواق هم يختارونها ليعرضوكم فيها للبيع والشراء هل أنتم راضون بهذا؟ هل أنتم واعون بوضعكم؟  تتحدّثون عن الشرف، وفي كلّ يوم تتعرّض الأرض والعرض للمداسة ولا نجد منكم نصرة ولا حتّى كلمة حقّ تصون ذلك الشّرف. استنصر بكم المظلوم  فشحتم عنه بوجوهكم رغم ما بينكم وبينه من صلات وعلاقات لا ينساها إلاّ... 

يا قوم، ليست العزّة والكرامة كلمات تكتب على الكتب وتنشر في المجلات والصّحف فقط بل هي حين يجدّالجدّ هبٍّة صادقة وصارمة نصرة للحق إذا انتُزع، وهي صرخة مزلزلة في وجه الظلم إذا جار، ثمّ إنّ الشرف قبل أن يكون إحساس هو سلوك منصهر في جينات الانسان يجعله يهرع نحو أخيه إدا ما طالته المهانة والاذلال.

 فأين النّخوة والعزّة وغزّة تموت ألف مرّة في اليوم عطشا وجوعا؟ أين الشّهامة والسّيادة وأطفال لنا لا يرون النّور إلاّ من طلقات نيران العدوّ. تكتفون بالصمت أليس كذلك؟ وربّما ستغيبون كأنّ شيئاً لا يعنيكم؟

 هل لكم مواثيق مع العدوّ تسلبكم شرفكم وعزّتكم  أم ارتضيتم حياة الذّل فرضيتموها لاخوانكم أيضا كي لا تغضبون من يتحكّم في مواقفكم؟ أتظنون أن السّلام يُشترى بالسّكوت والمهانة؟ أم تظنّون أنّ الكرامة ممكنة مع الخذلان؟

رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق