آخر المنشورات

الأربعاء، 6 أغسطس 2025

الشاعر التونسي القدير شمس الدين العوني :صوت شعري..منذور للوجع الغامض في الوجود..! متابعة الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 الشاعر التونسي القدير شمس الدين العوني :صوت شعري..منذور للوجع الغامض في الوجود..!


مما شك فيه،أن الترجمة الشعرية هي عملية نقل القصائد من لغة إلى أخرى،وغالباً ما تتضمن ترجمة مختارات شعرية من دواوين الشاعر.ويواجه المترجمون تحديات كبيرة في الحفاظ على المعنى الأصلي،والجو العاطفي،والإيقاع الموسيقي للقصيدة الأصلية.

وقد تشمل ترجمة المختارات الشعرية ترجمة قصائد فردية أو مجموعات من القصائد،وغالباً ما تكون جزءاً من مشروع أوسع لتقديم أعمال الشاعر للقراء الذين يتحدثون لغة مختلفة.

هذا،وتساهم ترجمة الشعر في نشر الثقافة والأدب من لغة إلى أخرى،مما يتيح للقراء من مختلف الثقافات التعرف على تجارب وأفكار الشعراء.

الشاعر التونسي الكبير شمس الدين العوني،حفلت مسيرته الشعرية بكثيرٍ من الإنجازات،إذ استطاع على مدى عقود إبهارنا بإبداعه الشعري الذي لامس وجداننا،وداعب ذائقتنا الفنية،لذا لا عجب أن تترجم مختارات شعرية من دواوينه وتطبع بعاصمة الأنوار: باريس.

قصائد الشاعر التونسي شمس الدين العوني تتميز بإبداعيتها الفنية الجمالية ومن حيث المضامين الحداثية مع الإلقاء المميز،علما أن لديه مشاركات شعرية عربية وأفريقية ودولية منها لقاءات ثقافية وشعرية سابقة بمصر..وتأتي مشاركات الشاعر شمس الدين العوني ضمن حضوره العربي  والدولي و مع اصداراته الشعرية الجديدة و منها ديوانه ” من سيرة البستاني..و قصائد أخرى ” الصادر عن دار خريف للنشر و التوزيع بتونس.

وحتى لا أطيل على القارىء الكريم أقدم هذه الوجبة الشعرية الدسمة التي تعكس ثراء الإبداع الشعري لهذا الشاعر السامق تونسيا وعربيا: شمس الدين العوني،وهي قصيدة منتقاة موسومة ب " مَرَحٌ بلا ذاكرةٍ" بغية الكشف عما فيها من قيم جمالية،وتحديد منزلة صاحبها من حركة التحديث الشعري..


مَرَحٌ بلا ذاكرةٍ


أيّتُها الشّمسُ 

المطلّةُ من شرفاتِ صباحاتِنا

ولا تتعبُ من نبضِ هذا التّكرارِ

تمنحينَ الأشجارَ شيئًا من القصائدِ

تضيئينَ دروبَ اللّغةِ

و ترسلينَ المرحَ الخالصَ في الأرجاءِ  

أيّتُها الشّمسُ المعلَّقة

في البهاءِ..

تفعلينَ كلَّ ذلكَ 

و تعلمينَ أن لا أحدَ 

يفكِّرُ في حرائقِكِ..

أيّتُها القلقةُ 

بين لونيْنِ..


(2)


أيّتُها الشّمسُ

تطلعينَ كعادتِكِ

في هذه النّهاراتِ الميّتةِ..

أنا أفكّرُ في وجوٍه

يكسرُ الحزنُ أجنحتَها

ولكنْ تصرخُ أصواتُها بالألوانِ

و بالتّحايا…

أيّتُها الشّمسُ

كم يلزمُ هذا اللّيلَ

من قمرٍ

ليبسطَ لغةً لسمائِهِ الدّافئةِ…

أيّتُها الشّمسُ

تشرقينَ

وتكتفينَ بترجمةِ هذا الطّلوعِ عبرَ نوافذِ المطرِ


المجدُ لهبوبِكِ أيّتُها الشّمسُ الأخرى…


(3)

ماذا لو قبّلتُكِ  أيّتُها العصافيرُ

الشّاهدةُ على صخبي القديمِ..

على خرائبِ نهاراتي

وعلى أصواتِ الأنهارِ الموجوعةِ..

ماذا لو رمّمتُ أعشاشَكِ

بحنينِ أناملي…

(4)

أيّتُها العصافيرُ..

خُذينا إلى جنانِكِ العاليةِ..

الأرضُ أحزانُ الطّفلِ

و مياهٌ آسنةٌ..

أيّتُها العصافيرُ 

خذي أحلامَنا

و الأصواتِ.

أودعناكِ أسرارَنا

و شيئًا من المرحِ

وقلنا مرحى للأغاني…


(5)

تلك الزُّرقةُ..

سوف تتعوّدُها أصواتُكِ

القادمةُ من أعمدةِ النّسيانِ

و لك إذنْ أن تمرحي 

مثلَ أطفالٍ جددٍ

و بلا ذاكرةٍ…


(6)

أختَنا الشّجرةَ…

خذينا إلى ظلالِكِ

فالمشهدُ موجعٌ

و الحرائقٌ… إيقاعٌ آخرُ تلبّسَ بالقصائدِ…


ملحوظة : بجمالية استثنائية،وسياق غير تقليدي بالمطلق وشهقة صوت شعري منذور للوجع الغامض في الوجود،ينحت الشاعر التونسي القدير شمس الدين العوني قصائده..وقد ألقيت على بصائر القراء الكرام هذه القصيدة الرائعة الخارجة عن السائد الشعري والتداول..

 قبل أن يمضي الوقت ويخف وهجها..رغم ايماني،بأنها ( القصيدة) مازال لديها الكثير لتقوله.. 


متابعة محمد المحسن



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق