نداء أمي في آخر الليل
فِي آخِرِ اللَّيْلِ...
يَخْتَلِجُ صَوْتُهَا فِي النَّدَاءِ،
كَأَنَّهُ نُورٌ يُزَاحِمُ عَتَمَةَ أَيَّامِي،
تَهْمِسُ بِاسْمِي...
فَأَسْقُطُ مِنْ يَقَظَةِ التَّعَبِ
إِلَى حُلْمٍ يُشْبِهُ صَدْرَهَا.
تَقُولُ: "هَلْ نِمْتَ؟"
وَصَدَاهَا يَمْتَدُّ كَالدُّعَاءِ فِي السَّمَاءِ،
أُمِّي...
كَيْفَ أَنَامُ وَالْوَجَعُ يَسْكُنُنِي؟
كَيْفَ أُغْلِقُ عَيْنَيَّ
وَأَنْتِ صَحْوِي وَغَفْلَتِي؟
فِي نِدَائِكِ...
يَنْهَارُ جُبْنِي،
وَتَرْتَجِفُ أَوْرَاقُ قَلْبِي،
كُلُّ مَا بَنَيْتُهُ بِالصَّبْرِ
يَتَسَاقَطُ كَخَرِيفٍ مُسْتَحٍ
أَمَامَ بَسَاطَتِكِ الْمُقَدَّسَةِ.
لَيْلِي طَوِيلٌ،
وَحَكِي النَّاسِ مَضَاجِعُ لَا تَسْتُرُ البَوْحَ،
أَمَّا أَنْتِ...
فَصَمْتُكِ أَفْصَحُ مِنْ كُلِّ الْكَلَامِ،
وَنِدَاؤُكِ...
وَسَادَةٌ أُخْبِئُ فِيهَا رَأْسِي المُثْقَلَ بِالدَّهْشَةِ.
أُمِّي،
لَيْتَنِي أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرُدَّ عَلَيْكِ
بِنِدَاءٍ يُشْبِهُ رِضَاكِ،
لَكِنَّنِي كَكُلِّ الْعَاشِقِينَ،
أَعُودُ إِلَيْكِ مُنْهَارًا،
كُلَّمَا نَادَيْتِ عَلَيَّ
فِي آخِرِ اللَّيْلِ...
سعيد إبراهيم زعلوك

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق