❖ قنديل الذاكرة ❖
✍️ جُبران العَشملي
❖━━━━━━✦✧✦━━━━━━❖
ما كنتُ أدري...
أنَّ آخر ما سيبقى من العمر،
ومضٌ خافت
في قنديلٍ كسيح،
يرتجفُ ضوؤهُ كطفلٍ
أضاعَ حضنَ الأم في زحامِ الذكرى،
ويحبو الضوءُ منه
كعجوزٍ يُجرّ خطاه
نحو سريرٍ بلا دفء.
كلُّ الجهاتِ أوصدتْ نوافذَها،
والليلُ خلعَ وجههُ على حوافِّ الغياب،
وأنا وحدي،
أُزيلُ الضبابَ عن عينيَّ
بأهدابِ قلبٍ بلّلهُ
مطرُ الأملِ القديم.
كنتُ أُراكمُ الضوءَ على أكتافي
كمن يظنّ أن النورَ لا يشيخ،
لكنني رأيتُ الشمسَ
تُفرغُ أنفاسَها تحتَ أجفانِ الرحيل،
وتمضي...
كأنها لم تكن.
ما أقسى أن تكونَ النهاية
همسًا متقطّعًا
من قنديلٍ يحتضر،
بين أنينِ الذاكرة
وصمتِ اللهب!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق