أتتْ رسالةٌ مِن طالبٍ إلى المدير فقرأها:"مُتْ شهيداً يامُدير"، فَبُهِتَ ولخَوفهِ من القتلِ أخذَ يتنكّرُ إذا خرج حتّى عاد الصبيُّ سائلاً مديره :لِمَ لَمْ تُجِبْني متى الشّهادةُ يا مديرُ تُسلَّمُ؟فَقُلتُ مُتَحسِّرةً:
قوْلُ الفَتى خالَفْ كِتابَةَ خَطِّهِ
يا حَسْرَتا! لُغَةُ الصّبيِّ …….عَقيمَةُ
كَمْ لِلُّغاتِ مِنَ الأصالةِ للورى
فالحرْفُ فيهَا مؤصِّلٌ ……..وَمُثَبِّتُ
فَازْهو بها بيْنَ العِبادِ سليمةً
لُغَةُ الكتابِ تَعامُلٌ …………وَهَوِيّةُ
للضّادِ منزِلةٌ عليكَ بِحِفْظِها
فالحرْفُ منها لو أُزيغَ ،……..مُصيبةُ
قرأ المديرُ رسالةً من طالبٍ :
"مُتْ يا مديرُ شهيدَ"،فيها… يُبْهَتُ
هذي مُصيبةُ أقعدتْهُ بِبَيتِهِ
خوْفاً لقتلٍ ،قد غدا….. …… يتَلفّتُ
عادَ الصبيُّ مُكرِّراً لِسؤالِهِ
فَمَتى تُسلَّمُ يا مديرُ …….الشهادةُ؟
فتدارَكَ الخطأَ الذي أوْدى بِهِ
ليس الشّهادةُ أن يموتَ،…. شهادةُ
إملاَ الصّبيِّ عن الشهادةِ خاطِئٌ
فالخَطُّ مغلوطٌ وَخِزْيٌ …….مُلفِتُ
خَطَأٌ بِإمْلا قَدْ أطاحَ بِرَسْمِهِ
فَتَبدَّلَ المعنى وزلّتْ ………..وِجهَةُ
أينَ المُعلِّمُ للُّغاتِ …بِحِصّةٍ؟
أينَ المُديرُ وأينَ تلكَ ………….وِزارةُ
كَمْ قد نسَخْنا الدّرسَ بعد تيَقُُّنٍ
فاللّوْح ُ يَشهدُ والوظائفُ ……تُثبِتُ
وَمُؤشِّرٌ فَوْقَ الأصابعِ مُسْلَطٌ
لَوْ زلَّ حَرفٌ أوتراجعَ…….……إخْوَة ُ
ألكلُّ في ساحِ اللُّغاتِ مُجَنَّدٌ
والكُلُّ مسؤولٌ عليهَا ……...وَعِزْوَة ُ
فَهْيَ الأساسُ لكلُّ عِلمٍ فَاحْذَروا
خطَرُ التَّهاوُنِ باللغاتِ ،……جَريمةُ!
عزيزة بشير

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق