رفاهية مجند
قبل أن يجز شعر رأسي تمهيدا لأخذ صورة لي توضع على هويتي العسكرية، سألني حلاق مركز تجمع أفراد النبك، هل أحلق لك شعر لحيتك؟ فأجبته بالنفي، فتركني و شأني و لم ينبس بكلمة، شعرت أنني بذلك تخطيت المرحلة الأولى في مسألة حلق تلك الشعرات حديثة النبت في وجهي، لكن ثمة مراحل أخرى لا بد أنني مقبل عليها في ظل نظام دولة تطلق صفة العدوانية على كل امرئ أحب دينه و امتثل لشرع ربه.
صدرت هويتي العسكرية بصورة وجه ملتح، و كان لي في ذلك فيما بعد قصة ليست طريفة
تم فرزي إلى مدرسة الإشارة و هي متاخمة لمركز تجمع الأفراد في النبك، و هذا يعني أنني سوف أقضي أشهر الدورة / ستة أشهر/ في أجواء باردة جدا تصل إلى درجة التجمد
و ذات يوم من تلك الأيام البارد استيقظت محتلما و غدوت بحاجة إلى غسل و هذا ما كنت أخشاه تماما أن أحتلم وما من مكان للغسل، بل ما من وقت مستقطع للقيام بأمر كهذا
طلبت يومها أن أكون حارسا للمهجع [ يتطلب ذلك جهدا ليس بالعادي أن تكون حارسا فذلك يعني تنظيف المهجع و حراسته] و بالفعل غدوت في ذلك اليوم حارسا للمهجع، و أصبح بإمكاني أن أغتسل
و كانت مسألة الاغتسال داخل المهجع واردة جدا، و لكن مسألة أخرى كانت تقلقني، و هي: ماذا لو جاء الرقيب مسؤول المهاجع أثناء ذلك؟! و ثمة مسألة ثالثة في ذلك ليست سهلة، و هي: الطقس بارد جدا، و إن الماء متجمد في صنبور مقطورة المياه الجاثمة في المكان في فلاة، و المشكلة الرابعة و الأخيرة التي صادفتني إزاء ذلك أنه ما من إناء يتسع لماء الغسل سوى سطل القمامة القابع عند مدخل المهجع
- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا
إشراقة شمس 83
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق