**بِعَيْنِ الْغَيْمِ**
*************
ذِي مَسَافَاتِي تَحْبُو وَلَا تُغَادِرُنِي
وَبِقَلْبِي تَجُولُ أَقْدَارِي..
تَتَنَهّدُ خَرَائِطِي فِي الْمَدَى
وَبِعَيْنِ الغَيْمِ تَسْكُنُ أمْطَارِي..
كَمْشَاتُ الصّدِيدِ عَلَى ضِفَافِ أسْئِلَتِي
تَرُجُّ كَلَامًا عَلَى الْكَلَامِ،
تَدُقُّ بِمِرْصَافَةِ الْوَقْتِ أفْئِدَتِي،
وَبِمِغْزَلِ الْهَجْرِ تُغَازِلُ وَجَعِي وَأوْتَارِي..
أُسَائِلُهَا صَفْوَ أجْوِبَتِي،
تَسْكُتُ..
ثُمّ تَتَرَنَّحُ وَهْيَ عَابِرَةٌ
وَقَدْ سَكَرَ جِسْرُ أوْرِدَتِي
وَامْتَدَّ مَقْلُوبََا بِأنْهَارِي..
أُطِلُّ مِنْ فَجْوَةٍ وَسْنَى
وشَمْسِي بِجَوْفِ اللّيِْلِ سَارِحَةٌ،
تُغَنِّي بِاَنْوَارِي
وَذِي الشّوَارِعُ الّتِي تَشْتَاقُ أَحْذِيَتِي
تُعَانِقُنِي مُتَلَهِّفَةََ،
وَشَوْقُهَا لِخَطْوِي الّذِي كَانَ مَزْرُوعََا فَوْقَ أرْصِفَتِي..
يَعُدُّ أمْتَارِي..
أمُدُّ نُغَيْمَاتِ الضّوِءِ بِأشْرِعَتِي
تَتَمَاوَجُ بُحُورُ الشِّعْرِ رَاقِصَةً عَلى حُدُودِ أسْوَارِي..
وَكُلّما دَارَ مِرْدَنُ الْوَسَنِ،
تَخْضَرُّ نَعْنَاعَةُ الدُّجُنّاتِ فِي قَلْبِي..
يَنْفَلِتُ حَرْفِي الّذِي كَانَ مَحْصُورََا بأرْوِقَتِي
وتُزَغْرِدُ عَلَى مَجَادِلِ الْأحْلَامِ،
قَصَائِدِي وَأشْعَارِي.
أحلام بن حورية
وَمَضَت ص23/22

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق