سِرَّ فِي غَيَاهِب الذِّكْرَيَات
وَأَمْسَح دُمُوعِك عَلَى حُرُوفِ الْهَوَى
أَنْت أَيُّهَا الْغَرِيبِ فِي بَعْدُ الْمَسَافَات
نَم بِذِكْرَاك وَتَوَسُّد أنينها
هَا أَنْتَ تَنَعَّم بِرَائِحَة الْغُرْبَة
وَهَا رُوحَك تَشْرَبُ مِنْ زعافها
أَنْتَ لَمْ تَكُنْ نُقْطَة مُفْتَرِق
أَنْتَ لَمْ تَخُنْ نِعْمَةَ اللَّهِ . .
لَا تُرَاوِد شرودك وَأَنْشَد
مَقْطُوعَة الْغُيَّاب
بَل الْفِرَاق . . . .
أَيُّهَا الشَّارِد تتسكع فِي
ذَكَرَاهَا . . .
اللَّيْل شموع تَوَقُّدُهَا
وَتِلْك النُّجُوم مَصَابِيح تَبَدَّد الْفَرَاغ
لَا تَحْزَنْ فِي ارصفة الْوَدَاع
أَيُّهَا القابع فِي مُنْتَصَفِ الْخَرِيف
أَن الشَّوَارِد المقيتة نَادَت بِالنِّسْيَان
تَمَعَّنَ فِي ظِلِّك المنهك
اُنْظُرْ فِي مَلْمَح الْهِجْرَان
لَم تمتمات الْغَدْر فِي ظنونها
وَعَاتَب نَظَرَات الْوَدَاعِ فِي عَيْنَيْهَا
وامضي لَا تَلْتَفِتُ لوجعها
وَعَانَد الْغُرَبَاء عَلَى أَزِقَّة الْخَيْبَة
أَنْت الْحَامِل لعرش الْوَفَاء
تُقِيم صَرَّح الْهَوَى . . . .
لَا تَنْدَم وَسَافَر بذكراها لِلنِّسْيَان
أَنْت أَيُّهَا الْفِرَاق . . . أَيُّهَا الرِّيح
الْعَاصِف بأمواح الْفَقْد
دَعْك مِن ضحكات الْقَدْر
مِنْ أَحْلاَمٍ العَاشِقَيْن
مِن أَقْدَام اللِّقَاء
مَوَاعِيد ذَهَبَت فِي غربتها
أَمَاكِن أقْفَرَت فِي بعادها
حَتَّى زَوَايَا الْأَمَاكِن صَقِيع . . . .
أَنْت أَيُّهَا الرَّفِيق
فِي حُلَّةٍ الْوَدَاع
الزَّهْر أَذْبَل وَالْقَطْر أَدْمَل
وداوي جروحك بِالنِّسْيَان
أَ مِنْ أنْعَامِ اللَّهِ تَلِد نِعْمَة !!؟
خَيْرًا مِنْ سَالِفِهَا مِنْ الْأَنْعَامِ
وَوَدَّع بِالنِّسْيَان . . . .
//عبدالرزاق صغيري//

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق