. فضائل الاخلاق
حسن الأخلاق يُعلي قدرَ صاحبه
ويزيده بالعلا حسنا وجمالا
والتأدبُ يغدقُ عليه مشاعرَ
تكْرِمُه عند المجالسِ كمالا
التحية إن قدّمَها باسما
تطفئ الغضبَ وتخِلّ بالحقدِ اخلالا
وَجُودُ الكرمِ اذا كان به نال
المروءةَ كالفارسِ فوق خيلٍ صِهّالا
حِفْظُ العهود شيمةٌ ونبلٌ
وحسنُ الجيرةِ امتثالٌ للايمان امتثالا
طيبة القلبِ محبة ونور وهّاجٌ
ينير الدروبَ ويُسبي العقولا
ليس كالخبثِ يحملُ في احشائه
جمرَ الغدرِ يشعلُ نار الفتنةِ اشتِعالا
إن الفضائل تُكِنُّ للمرءِ وُدّا
وتهديه مشاعرَ الانامِ حبّا فحالا
والشوقُ يزداد بشمائل الاخلاق
هو الحبُّ لن يَسأم به قلبان مُحالا
ذو الخُلقِ اسدٌ في عرينٍ محصّنٍ
ومهابةُ الكبرياءِ عليه ظِلالا
تَسْجُد له المَكارمُ كلّما
سَوّى لها بالخيرِ البساطَ أفعالا
وإن جَبَرَ بكلِّ خاطِر مكسورٍ
سَعت اليه الخواطِر تشدو القبُولا
الجائع ليسَ فِلسا أو طعاما
انمَا ظلما وسَفكُ دِماءٍ واقتطاعُ مالا
غنيُّ المالِ يَبني القصورَ
وفقيرُ المالِ أغنى بالاخلاقِ حالا
وإن شَحَّ بعضُ الأنامِ بمالِهم
فمالُه صِدقٌ يُنفِقُه خِصالا
الاحساسُ بذي بؤسٍ غنيمةٌ
مُهجتُه سَدادُ اللسانِ مقالا
والقناعة عندَه راحةٌ من الجَشع
يكسي بها النفسَ من الطمَع القَتّالا
وان جَفوه يريدون الخِصامَ
تسامُحه يزيده في الحِلمِ مَجالا
ومَن باع المروءةَ بسوءِ الأخلاق
لم تلقَ منه بِرّا ولا مَرحمةً مُحالا
أو صاحَبَ كذوبا تخَلّقَ به
وامتلأ غِشا و ثَرثرةً واحتِيالا
قساوةُ القلوبِ عند الجُفاةِ فضٌ
لا شفقة تُرجَى ولا للارحامِ وِصالا
هم الغافلون أدبَروا عن النُّصحِ
والمتخلقون بهم حُمَّى التواضعِ عُضالا
حِرابُهم على البلاءِ تتكلمُ صَبرا
وجِرابُهم يُكالُ منها الخيرُ كِيَّالا
عِلمهُم مشفوع بالادَبِ خيرُ غرسٍ
يعطون التميُّزَ حقه شرحا واستِدلالا
خير رسالةٍ من المولى إقتداءٌ
برسولٍ خُلقهُ القرآن نزّله الله تنزيلا
كل ما يَجنيهِ المرءُ يُكتبُ لهُ
هو الحسابُ يحصيه اللهُ حالا
ان كان تقيا نالَ به الرضا
وان جَمع الشرور ذُلّ بها اذلالا
مَن تسلّحَ بالدعاء حملَ درعا
يَردُّ به العدوَّ سِهاما ونّبالا
فرَجُ اللهَ يَجعلِ الصِراط سَهلا
ويهيؤه لرغدِ العيشِ عرضا وطولا
بقلمي: دخان لحسن. الجزائر

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق