آخر المنشورات

السبت، 12 نوفمبر 2022

ثمرة العمل...قلم الشاعر غانم ع الخوري

 ثمرة العمل


في بلدةٍ تسمى المعمورة عاشَ الناسُ ميسوري الحال والطبيعةُ جميلةُ الصورة

وبعد الحربِ العالمية الأولى

بسنواتٍ قليلةٍ تغيّرت الأحوالُ العامة وزادَ الفقرُ بين الكثير من الناسِ وبات الحال خطيراً

كان في البلدةِ رجلٌ كبيرٌ ذو هيبةٍ ووقار تاجرٌ وتجارته عال العال

قوافلَه تُحملُ على الجمال

وفي يومٍ قرَّرَ رجلٌ يدعى ميمون 

أن يطلبَ منه عملاً 

  أو مالاً يكون قرضةً و ديّناً

ويقرُ به حجةً و عهداً للسداد

قبل أن يقررَ التاجرُ بإقراضه

 سأله: ما مقدارُ ما تحتاج ؛ وكيف سبيلُ الضمان.

قال:  أحتاجُ ليرةً ذهبيةً لمدة عامٍ وأعطيكَ حجةُ كرمِ الليمون ضماناً

 وافق التاجرُ على الطلب ووضع شرطاً وسبباً

 بعد التأني وقال:

أقرضُك الليرةَ وتردُها اثنتين !

وفي حالِ عدم السدادِ يكون ما أقرضتُك عربوناً الكرم لا ثمنه آخذهُ منك حسب قانون العارفين.

رغم الشروط القاسية وافق ميمون شاكراً  لأنه يحتاج للعمل ليعيلَ أسرته

ثم سافر إلى البادية  واشترى من وبرِ الإبل حملٌ كبير

 ومعه اللبن هدية بلا ثمن

 وعاد إلى أهله بالفرحة والأمل. وفي العملِ تعاون جميعُ أفرادَ الأسرةِ على نسجِ الوبرِ خيوطاً

كلٌّ بقدر معرفته

 والرجلُ يحيكها بمهارةٍ لباسٌ قرويّ أو بدويّ ما يسمى مزوية أو (عباءة)

وانتهى عملهم بنهايةِ الخريفِ وقرب الشتاء

وحصل أن كان السوقُ جيدا لبيعِ مثل هذا المنتج

وبيع المنتجُ بثمنٍ جيدٍ  أدخل السرور للعائلة

 وفي الموعدِ المحددِ لسدادِ الدين وقبلَ يومين

 حملَ بجيبه ليرتين

وذهبَ إلى التاجر

الذي كان يظنُ به الجميع أنه مرابي فاجر

وقال : أشكرُ كرمك ياعم و هذا هو مالُك

واعطني أمزق السند واعطني حجةَ الكرمِ

 علتِ البسمةُ محيّا التاجر وضحك بوقارِ  الرجلِ الرصين

ثم قال :

يا بني

 أخذ منك الليرةَ التي أقرضتُك فقط

وأما الليرةَ الثانية فكانت سببٌ فرضتُه عليك حتى لا تتكاسلَ أو يأخذُك خمولٌ

 ولأنك اجتهدتَ وبالموعد حضرت

 الضريبةُ حقٌ لأهلِ بيتك

  وإليك حجةُ الكرمِ


.. غانم ع الخوري ..




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق