كلمات
في خضم هيمنة الصورة و تطور وسائل التواصل الإجتماعي و الإفتراضي تعمقت الهوة بين الأشخاص حتى أصبح الشخص غريب الذات و منعدم الهوية رغم أنه بين أهله و عائلته بيد أن هناك كلمات لا يمكن أن تنسى مهما تنوعت وسائل التكنولوجيا الحديثة و هي كلمات نابعة من أعماق القلب و متجذرة بالوتين .
كلمات تقع على مسامعنا قادرة على جعلنا نحتفل صباحا مساءا و في كل الأزمان ، كلمات تأتي في الوقت المناسب و المكان المناسب ، كلمات ممزوجة بعبق الحب و التفاؤل كأنها قش النجاة لغريق في عمق البحر أو شمعة مضيئة في دهليز مظلم تشع في آخر النفق و تعطينا بصيص من الأمل بعد أن تسلل اليأس لقلوبنا ربما تسعدنا هذه الكلمات لأنها تحفيزية بحتة لكن سعادتنا تكبر أكثر حين يكون مصدر هذه العبارات أناس لم تجمعنا بهم مصلحة من قبل و يا هناء قلبي لو كانت عبارات الدعم مصدرها أشخاص غرباء او عابري طريق لا تربطنا بهم لا مصلحة ز لا قرابة و لا معرفة .
في الكثير من الأوقات نتعرض لمواقف صادمة و غير متوقعة نحزن كثيرا جراء وقع تأثيرها علينا و نختار الإنعزال بدل الإنفعال و يكون الإنفصال عن الناس بشكل صامت و تستمر هذه الحالة حتى تتسرب إلى مسامعنا كلمات ليست ككل الكلمات مفردات و جمل ترفع معنوياتنا و تبث فينا حب الحياة من جديد و كأنها تمنحنا نفسا جديدا و نستعيد معها ثقتنا بأنفسنا و بالناس .
تجارب الحياة متنوعة و تختلف حدتها من شخص لآخر كل حسب إمكانياته المادية و المعنوية و النفسية لكن يبقى القاسم المشترك الأكبر الذي يساهم في نجاح هذه التجارب هو السند و الكلمة الطيبة و التي تشبه في عطائها الشجرة المثمرة لذلك لا تبخل بقول ما طاب من الكلام لأن ظغوط الحياة و مشاغلها إستنزفت كل مجهوداتنا و بات كل شخص منا يبحث عن الأمان و لو بكلمة.
زينب لحمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق