مجاراة لقصيدة بلال عبد الله بعنوان : مارد الفانوس السحري
شبيك لبيك
" شبيك لبيك " قال لي
زعيم مردة الفوانيس
لما وضعت على الفانوس السحري
منذ الوهلة الأولى يدي
ظننت نفسي أغط في نومي
منغمسة في حلمي
ولكن كل ما في الأمر
أنني في تمام يقظتي
ولست في أحد الكوابيس
وها هو المارد بوجهه العابس
كجدي يتنحنح ويقول لي:
تريد القوة أو الفلوس؟
قلت بوطننا أموال تسعد النفوس
لكن الذمم نخرها السوس
والسلاح على العدو مصدد محروس
أما عن أهل الدار
فللحظ المتعوس
صار بارعا في قطع الرؤوس
قال " تريد الكتب والعلوم "
قلت :" نحن أمة الكتاب والعلوم
ودوما للحروف قاموس
والمصيبة ببلادي أن العلم
يؤدي غالبا بالقوم
إلى الهجرة و الغربة أو السجون"
قال :" أتريد جيشا لحرب ضروس
أوله بالمغرب مرصوص
وآخره بمدينة طرسوس؟"
قلت" لدينا الرصاص والعدة و الجيوش
و لكن في حربنا الهجوم معكوس
و موازين القوى كأنها كابوس
أو مدرس يعطي ناشئتنا دروس
تعلم أطفال الحجارة عزة النفوس
قال:" أ تريد رجال القانون؟
أو فك سحر الخمول"
قلت : " قرآننا أفضل دستور
علاج وشفاء للصدور
و سنة نبينا آخر رسول
عليه وعلى آله وصحبه عل طول
الصلاة والسلام إلى يوم النشور
غنية عن التعريف منذ دهور "
ضرب المارد كفا بالكف
لشدة العجب والتأثر
واقترب أكثر فأكثر
لإمساك بخور يتبخر
بحركات بهلواني مستهتر
وقال بلهجة المتأثر :
من أنت قل و لا تتأخر؟
يبدو أن الوضع أصبح أخطر
مما كنت أتصور
و ربما ميؤوس منه على الآخر
ما كل هذه الثقة أيها المتكبر ؟
قلت :" أنا عربية وأفاخر
بأمجاد جد جدي المكابر"
نهض المارد كمذعور ملموس
أو مجروح او ملبوس
لملم متاعه في جد
بعد التفرس للتأكد من الرد
صار يقفز تارة كموجوع
وطورا يجري ويدوس كمكلوم
قلت له :" لحظة هدوء
مالك كمن غرس فيه دبوس؟
قال :" حالكم ليس بيدي
سواء رئيسا أو مرؤوس
فكيف لأكرم شعب ونفوس
من الله الكريم القدوس
أن تطأطئ يوما الرؤوس
والوضع تعيس متعوس
رفيقة بن زينب تونس الخضراء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق