موضوع للمناقشة....
...............
النص الشعري ،بين الرمزية والتقريرية .
يكتبها الشاعر الناقد /سامي ناصف..
نتفق أولا :أن اعتبار ظاهرة الغموض قائمة لينزاح الشعر عن الأسلوب المباشر المسطح.
والحداثة فرضت على الشعر بكل مسمياته نسبا من الغموض ليتحقق التميز والفردية،وخاصة الشعر الحر الذي لا يخضع لقوالب موحدة،ولا عدد معين من الموضوعات،ولا ترتيب خاص تخضع له الموضوعات إذا تعددت،فضلا عن أن الشعر الحر يقوم على مفهوم التفعيلة، والسطر،لا على مفهوم البيت،والبحر؛ ذلك كان يستعصي على التقييد ويتأبى على التقعيد،
الدخول إليه هين، والخروج عنه غير بَيِّن، كل نص على مثاله فريد من نوعه،بل كل سطر منه،بل كل كلمة من كلماته فريدة في سياقها،لا تكاد تلتقي ونظيراتهافي نص آخر، أو في سطر آخر من النص نفسه أحيانا .
حتى يتحقق الغموض المطلوب والدهشة اللذيذة.
أما الإغراق في الغموض عبر استدعاء كثير من الرموز المتلاحقة بالنص،يدخل النص في عوالم الطلاسم،ويتدحرج النص إلى مزاليق الغموض المنبهم .
ولا يستدعي للخروج من هذه التهمة،أن ينجرف الشاعر بهذه الحُجة إلى اللغة التقريرية الفاضحة للنص، والكاشفة له دون جهد، أو إعمال ذهن. يصبح النص كالمصفاة التي لا تكنز مادة لها، كل عنها مخاصم.
ولكن أصبح الغموض في الشعر الحر في الآونة الأخير ديدبانا وهدفا عبر استعمال اللغة الانزياحية،التي نهجت نهج الخروج عن المألوف .
والحق أن نترك للشاعر حرية التفكير والكتابة مع الحفاظ على مايلزم فعله حسب كل نص،فهناك من النصوص لا يليق بها إلا الغموض،وهناك من النصوص تتشوق إلى التقرير اللغوي.
كتبها الشاعر الناقد /سامي ناصف

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق