حمله اليمّ و ما انتظر
تكتظّ بالأشباح عيني و يشحّ القمر
و ما على ضفاف أقداحي مفاتيح و لا سمر
كأنّما المدن في صدري على أقفالها الحمم
او لفّها بنفسج مبسمه العدم ...
ها وهنت أجنحتي و جنحت سفني
كأنّما تنهشني ألسنة الخريف و الهشيم يجمعني
فأيّ أرض تنبت النور على شفتي
و ......؟!
و أيّ فيء يزرع المياه في مدني ؟
فاليوم يا وطني
ما نبت الرببع في فلكي
و ما شدا نهر ولا حجر
و ما هفا طير و لا شجر
اليوم يا وطني
موسى مضى ...حمله اليمّ و ما انتظر ...
و فرغ الفؤاد و ارتجف
لولا وميض ظلّ يسكنه
كظلّ عنقاء تروّضه
فلم فرّطت يها الوطن في عضدي ؟
أنتظر اليوم على عتبة الغسق
همس الربيع بين أوشحتي
فيهطل الغيم و يحتشد
و ينبت الملح على شفتي
و يمضغ الغروب مهجتي و يحضنني
فأتقفّى أثر الخيل و أرتحل
حتّى إذا أرهقني السفر ضمّني هوى الوسن
اليوم يا وطني
أطرق أبواب المدينة فيكتنفني الصدى و يغرقني
و أتشوّق لطيف العنكبوت في فضا غرفي
إذ كنت ألقاه فأبتهج ...
فهفهفي يا ريح يوسف ولا تهني
و عطّري بهمسات اليمّ متّكئي
و دثّري أيا شموس الليل سنبلتي
فأبتني على مسلاّت الصدى سكني...
هادية السالمي الدجبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق