أسأل ثم اسأل
أسأل ولا تخجل! أسأل الفلاح إذا أتى حقله سيعلمك كيف يطوع أرضه ويجعلها منتجة وهي قاحلة، حديقة غناء بعد ان كانت ارضا بورا وجالس النجار ولا تترك عيناك تزيغ عن رشاقة أصابعه سيريك كيف يطوع الخشب بعقله ويده ليخرج بذلك الدولاب وتلك الطاولة وعدة أشياء أخرى وقد البسها جمالا من مخيلته تسحر العين بننقوشها وتستولي على الروح برونقها. واحرص ان لا يغيب عن مجالسك المعلم والرسام فالأول وبدون شك سيبهرك بجمال الكلمات وحسن العبارات وهو يساءل كل الموضوعات وكيف تنساب الكلمات من شفتيه كخرير ماء جدول في فصل الربيع ليخرج لنا من خلالها صورا تعبيرية رائعة، ان لم تفهمها اعد السؤال عليه فلا تتعجب لتعامله مع المتلقي و كيف يطوع العقول حتى يجعلها تعي معنى الخطاب وما تحويل الجمل من غموض والغاز! والثاني سيجعلك منبهرا وفي نفس الوقت متمتعا باللوحات التي جادت بها انامله تحت إمرة المخيلة الواسعة. واسأل كل من يتقن عمله، أسأل ولا تترد فلكل سؤال جواب.
أسأل ذلك الجالس على قارعة الطريق المواضب على تلك الوضعية فربما تراه يتأمل ما حوله فيستنبط منه عللا لن تستطيع أن تدركها،اسأله فحتما سيقنعك.واسأل الطبيب كيف لا تفارق البسمة محياه وهو يعيش مع أناس مرضى فيستطيع زرع بذور الأمل في الحياة والشفاء رغم المعاناة فيفرح هذا ويخفف عن ذاك ، اسأله فهو الطبيب ولا تسأله عن جرحك فربما عاينك وأخضعك لقانون بسمته.
أسأل الطير إذ يشدو ما سبب شدوه واسأل الوردة كيف أخذت لونها وتفتحت لأشعة الشمس الحارقة، ثم اسأل البذرة الصغيرة كيف تتحول بعد حين إلى شجرة كبيرة، أسأل النرجس والفل والياسمين كيف استطاعت ان تملأ الأرض عطرا وأريجا اسألها كيف هيء لها ان تفوح بأطيب الروائح الزكية.
اسأل هذا وذاك، أسأل كل كبير وصغير ومفهوم وغامض ، اسأل واسأل وألح في السؤال فهو مفتاح لكل لغز وسر الوجود هو المقصود ووجودك فيه جزء منه، والعيب ان يحاصرك إطاره فلا تعي ما يدور حولك.!!!
واعفوني من السؤال
الكحشة عبدالرحمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق