آخر المنشورات

السبت، 21 سبتمبر 2024

ما أعظم الإنسان....ما أظلم الإنسان!!! بقلم الكاتب مطير العوني

 ما أعظم الإنسان....ما أظلم الإنسان!!!

____&____

@

لم أخسر من السُكّرِ

سوى مكاني في الصفّ

ولسع الذبابِ،

لم أخسر في الصفّ

سوى لهفة المتزاحمين

على مرّ العيش

أمام النوافذ 

وخلف الأبوابِ ،


@

تركتُ مكاني لنحلة

حطّت على أنف صبيّ،

وطنين القحط

باد على وجوه العباد

وبي ، راح الخيال

لخبث معاوية 

ودهاء يزيد

لشعب ، جهرا وقهرا

يباد في كلّ شبر،

وحيّ ووادي


@

تركتُ مكاني

 لشيخ طاعن في السّخط،

راسب في الحنين،

يتلمّظ عسل الماضي وشٓهدهُ

فيرتفع الصدر عند التنهّدِ،

آه، كم أفسد هذا الطّعمٓ

صنّاعُ القرار!!!

ويسترجع عند الانخفاض حلمٓه

بان يكون مواطنا في البلاد 


@

تركتُ مكاني 

لامرأة جاءت دون ميعاد،

ربّما كانت هنا،

قبل البزوغ،

ربّما نامت هنا

بعد الغروب ،

ربّما تركتْ بغلٓها

بعد طول ومرّ سهاد

ذاك الذي يسمّى 

بمفضوح زور وبهتانِ،

بعْلها،

نفضته مع الفراش

_ وكان كسلا يتمطّى_

نسيا يطوى مع النسيان 

ودٓعٓتْ ربّها تراه يوما

 يجرّ إلى النعش

بعد رقادِ،


@

تركتُ مكاني

لمن يريدُ

وغادرتُ مراهنا،

لا أحد قادر أن يكون مكاني،

لا أحد عالم بفحوى رهاني،

@


تذكّرتُ وما كنت قطّ نسيت

قصف المشافي والمدارس

وهدم البيوت

وامتزاج اللّحم بالفحم

بالماء، بالزيت.

بدم الأجنُة 

وكلّ ما أتلفوا،

كلّ ما أفسدوا

حتى مزاج العنكبوت


@

تذكّرتُ، 

وما كنتُ قطّ نسيتُ،

تذكّرتُ جثّة تداس

وترمى من أعالي،

@


تذكّرتُ

 وما كنت قطّ نسيتُ،

 تذكرتُ طفلة  تسأل عن أختها،

تبحث عنها وسط الرّمادِ،

@


تذكّرتُ

 وما كنتُ قطّ نسيتُ،

تذكُرتُ صرخةٓ إمرأة 

فقدت بالأمس بعضها،

واليوم فقدت كلّها

ولم تفقد وجوه من فقدتْ

ولا الدّرب تاه بها،

فكلّ الدروب عليها تدلّ

خطى الأجداد ،

واذا نادتْ، تستجابُ،

تجيبُ نار الوجيعة:

أنا لهبٌ دوما على اتّقادِ

واتّقادُ نار الفقدِ

في ازديادِ

لم تفقد وجوه من فقدت

ولا الدّرب ضاع منها

فكلّ الدروب عليها تدلّ 

خطى الأجداد ،

لكنّها عجزت عن ترتيب

أسماء من تنادي

وانتصبتْ تكذّبُ من قال:

تعرفُ الأشياء بالأضدادِ.

@

تذكّرتُ العراق

وكيف راق للأهل

يروا غريبا

يسلخ جلد بغداد.

@

تذكّرتُ سوريا

و" فوبيا" التذكّرِ

تذكّرتُ دمشق

التي علّمتنا العشق

فاهديناها حقدا،

 عرّيناها،

غلّفناها  بالسّواد

@

تذكّرتُ السّودان

وخرطومها الممرّغ

في الأوحال

@

تذكّرتُ لبنان

وبيروت على مجزرة تنام

وتصحو على إنفجار.

@

تذكّرتُ كلّ مدن العالم،

وحدها فلسطين تختزل

وجع الأكوان

و تشهد - والدّم يتدفّقُ رقراقا -:

ما أعظم الإنسان ،

ما أظلم الإنسان!!!.


                          ______&_____ 

مطير العوني

في 19 و20 سبتمبر 2024.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق