(ومضة..حارقة)
إنها تمطر الآن..والعين يرشح منها على الصمت ماء..!
"مطر ناعم في خريف بعيد..والأرض عيد" (محمود درويش )
إنها تمطر الآن..وعيني يرشح منها على الصمت ماء..
أحاول في هذا المساء الخريفي،أن أتطهّرْ من أدرانك يا أمنا الدنيا..وأفعم قلبي ببهجة لم تزرني منذ زمن بعيد..بهجة تعيد لي فرحي الطفولي وتمسح من على خدي النحاسي..ترسبات السنين العجاف،وقهر الليالي العاصفات..
أحتاج الآن..وهنا تحت زخات المطر إبني بكل ما في النّفس من شجن وحيرة وغضب عاصف..أحتاجه لألعن في حضرة عينيه المفعمتين بالآسى غلمانا أكلوا من جرابي وشربوا من كأسي واستظلّوا بظلّي عند لفح الهجير..لم أبخل عليهم بشيء وعلّمتهم الرماية والغواية والشدو البهي..
واليوم تحلّقوا في كل بؤرة وحضيض لينهشوا لحمي وحروف إسمي..
سلاما لروحك الطاهرة يا مهجة الروح..يامن تسكن خلف شغاف القلب..ذاك القلب الذي تحوّل إلى مزق ونفايات..وتشظت معه الرّوح إربا في الأقاصي..
ليغتسل قبرك بحبات المطر..
إنها تمطر الآن..مطرا خريفيا لذيذا..بطعم حزن عتيق بسكنني..!
محمد المحسن

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق