آخر المنشورات

الجمعة، 20 سبتمبر 2024

عطور بقلم الكاتب. جلال باباي (تونس)

 🌷 عطور


              🌷جلال باباي (تونس)

1ـ 💚

لعلّنيَ يا صاحبي

 ما انتبهتُ

إلى رائحةٍ عابرَهْ

لعلّني لم اكترث 

إلى ضفّةِ الآخرَهْ

او أنتبهْ إلى جراحِ الجياعِ

ٍ تنزّ برائحةِ المنفى

في ظلمةٍ غادِرَهْ

ولدت بعيدا 

أين طعنني السقوط

 يا صاحبي

هناكَ الطعنة الغائره

اصبحت طفلاً تعذّبُهُ 

المسافات،

 عاشقا لا يقوى

 على الخاطره

باتت رائحةَ الفجرِ 

عصيٌة في بلدتي الطّاهرهْ

تلك شوارع تخلو من طيورها 

وبيوت تشهق حزنا    

قد أضاعت الذاكره 

ها أنا مثل الأصمٌ 

شرّدتني المراكبُ

وارهقت خُطاي

دهشتي الماكره 

2 ـ 🌷

أخشى عليكم من طفولتي

تملأُ أنف ذاكرتكم

تفرٌست ضوء النقاء

لا تلوي إلاٌ على رياح الجنوب 

تهبٌ ساخنة 

على غير مجرى الواحة الفيحاءِ،  

أشتمُّ رائحة بَلَحِها 

وقد ملأ جداول الصحراء 

أنا الولدُ المتجذّر في عروبته 

َأعيشُ بعَبَقِ الأشقياء 

أنا الفتى المنتشي بالفتوحات  

 نَزَعُوا من دمي نخوة الانتماء 

كاد يقتلني 

رماد دُخَانهم  

كَادُوا  يكتُمُون العطرَ في السماء

قد سرقُوا فضّةَ الضَّوْءِ

من أصواتنا 

مازلتُ أذكرُ رائحةَ طفولتي

بينَ أصابِعِ الأصدقاء

أنا لم أزل صامدا

حينَ دَسُّوا الخديعةَ

في كؤوس الأنبياء 

ظلوا عراة لم يفقهوا مسار أفئدتنا

وظلّتْ روائحُ عشقنا

أنا ما ضَلَلْتُ الطّريقْ

ولكنهم ظلٌوا بوصلة الفقراء

3ـ 🌷

توضأتُ بماءِ يافا

 وصلٌيتُ بمسجد عكٌا 

لجأت إلى مغارةِ بيت لحمٍ

أقتفي رائحةَ الغارِ في التّيهِ 

منذ حَولين

كي أَجْمَعَ العطرَ من غفوةِ الحالمينْ

وأختصرَ َ في خمرةٍ

جمّعتْها شفاهُ الأنينْ

مزجتُ أريجَ دمَ الشّهداءِ

برائحةِ الأرضِ

ثمّ دلفتُ إلى موطنيٍ متعجٌلا

 قد تناثَرَ من روح جدّي

وتجمّلتُ أمٌيِ 

بعطرِ الخُزامى

أضفتٌ إلى ضُّلوعِ اليتامَى

سوسناً

 ثم اقتربتُ منَ رائحةَ العشاقِ 

 بكاس المدام

وأعدتُ الضوء إلى شجر السنديانَ  

لم أنسَ نفحةَ طفولتي 

حذو صفصافةٍ 

ولم أنس ظلّها 

رغم اغترابي في المكانْ.

4ـ🌷 

لديّ إذاً في دمي 

وطنٌ من عبيرٍ 

أبحثُ في جسدٍ أنهكته العواصفُ

عن رائحةِ دمعتي المالحَهْ.◾


-----------------

اللوحة من إنجاز الفنان التشكيلي ضياء الحموي Dia Alhamwi wi



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق