الله يرحمك أبي.
قلت:رحمة واسعة لك :أبي...أنت في مدينة تسكنها وحدك ...أما جسدي فقد دهس كل حجارة في طريق المدينة كي يراك في ذاكرتي....لأنك أنت...أبي .أذكر جيدا حين أراك نازلا من سيارة بيضاء تحمل قفة مملوءة خضرا و غلالا..كنت تمشي ببطء و الابتسامة تكتسح وجهك فتحيي كل من اعترضك في ثنيتك..و أنت على أهبة الدخول إلى المنزل تلاقي أمامك الكلب الابيض وهو يرسل حركات الترحاب...أما البقرة الحمراء فهي تومئ بذيلها تنتظرك لتفك الرباط من عنقها كي تذهب للمرعى...أدعو لك بالمغفرة و الرحمة ....ما رضاء الله إلا برضاء الوالدين ...ثيابك تبقى ثابتة و صوتك يصدح في كل الأركان أما صورتك فقد حطت على كل الجدران ...كنت أرقد مطمئنا هادئا حذوك لا أنتظر سوى رؤيتك مرات و مرات ..لقد صبرت كثيرا و تعبت كثيرا .تعلمنا نظرة الصدق منك يا :أبي...علمتنا ما لم نعلم فكان علمك علمنا و لهجتك لهجتنا...أنت تدخل جميع محطات الوباء دون أن تصاب به ...أنت تضحك في مكان صامت تحكمه وجوه عابسة ...فهمت تواريخ حياتك أبي فداهمني الألم و لكن سرعان ما أهجر وجعي طوعا لرغبتك في حب الحياة...أبي أسألك ...أجيبك ..الحب لك... الوعد سيدك الحسنة في مسامات جسدك ...أبي أدعو لك بالرحمة و الغفران يا أرحم الراحمين...إن للله و إن إليه راجعون..
ادريس الجميلي...12■10■2024

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق