” لافند "
(1)
لافند
مذ أول صرخة
لك في الحياةِ..
والسعادة تسكن أحداقي
وتغزو شيئا فشيئا
ذاتي..
لافند
يوما يوما يكبرْ..
وأنا أصغر..
أكاد أبلغ الصرخة الأولى
وأكثرْ..
لافند
صورة
ظل ومِرآة
يتسكع برهدنة
في شعبي الهوائية
ويشعل فتائل
في قناطر شراييني وأزقة أوردتي
ليبقى اسم بحزاني
مضيئا فيَّ..
كيف بحظي
ولي ولد
من روح بحزاني **
وتعمد جبينه بماء العين البيضاء **
وبورك بتراب لالش نوراني **
(2)
لافند حيرة
حيرة مستدامة
أنظر إلى عينيه
أشتهي
عناقه
أعانقه.. وسرعان ما يعود
شوقي إلى رؤية عينيه
ينظر إلي
من قدمي إلى رأسي
يهدمني
ويبنيني من جديد
بنظرة معاكسة
ينظر في عينيَّ
أكاد أن أسكب
نور عيوني الأخضر
على عينيه
وأرضعه بسماتي
وأهزه بمهد ضلوعي
كي أغربل كل ما يعتريه من ألم
مستلقٍ ينظر إلى المروحة
وكأنه يقول لي
لا تأبه يا أبتي
مثلها سأعيد تدوير مواجعك
إلى هواء
(4)
لافند
يحاكيني بـِ كغكغاته..**
و بــِ غاءاته..**
لغة تلمس شغافي
وأفهمها كلغة الأم بل أعمق..
يناديني ببكاء
وأنين
يشكي إلي
وكأنه
يقول لي
ازرعني على كتفيك
لتتأصل جذوري في أعماقك
يقفز
ويقفز
كعقرب ساعة
متخطيا كل لحظات الأسى
ويرسو على ضحكات
حية متجددة
إذاما ضحك
فتح في جدران غرفتي نوافذ..
ومسامات لزفراتي
(5)
لافند
كلما لفظتُها
أنسى ما لي دَين على الزمن
وأنسى
أن أقسى
وتضع الحروب في حسراتي أوزارها **
لافند
رغم أنه منقوص الراء **
إلا أنه يضوع بشذى
من شمه
عادت إليه الروح
بنبض أضل طريق النهاية
(6)
يشبهني ولدي
حتى بدأت أشك
أننا اثنان
يشبهني
حتى يخال لي
أنه والدي
وأنا من وُلِدَ
قبل تلك الصرخة
من قال: " لا أعز من الولد "
أؤمن بنبوءته
دون أن أعرفه
دون أن أقرأ كتابه
دون أن أسمع المزيد منه أو عنه
حقاً تنبأ وقصد لافند
وصدق.
.
.
حسام الشاعر // العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق