مَن مبلغ الكونَ عنّا أنّنا عرب
لنا المآثر و الأمجاد تنتسب
أعلامنا لم تزل شمّاء خافقة
هاماتها في العلى هامت بها الشّهب
سلها بربّك هل مازال يحضنها
ذاك العلاء و ذاك المجد و الغلب
أم أنّها اليوم قد أخلت مواقعها
من يوم أن أنكرت أنسابها العرب
سَلْها و سَلْنا لِماذا هكذا برَدَت
قُلوبُنا و استَكانت فهي لا تَثِب
و لا تراها ترى ما قد أَلَمّ بها
ألا تحسُّ؟ ألا يَنتابها الغضب ؟
سلها تُجبْك و نار الحزن تحرقها
أنّ العروبة قد أودت بها الحقب
إلا بواقي لم تُطمَس معالِمُها
في بعض قومي ،و لم تفتك بها النُّوَب
إنّا بِنا عِللا في طَيِّها عِلَلٌ
أسبابها كُثُر، من بينها النّخب
آثارها تتمشّى في مفاصلنا
حتّى لقد نال منّا الوهن و التّعب
باتت تداهمنا من كلّ ناحيّة
سودُ الدّواهي و إنّ الوعد يقترب
و نحن في غفلة عمّا يُراد بنا
و قد أعدّت لنا الآفات و الكُرب
و هذه غزّة العصماء قد كتبت
دماؤها ما ستبقى تنشر الكتب
و ليس أصدق صدقا من شهادتها
على الجميع بما غلّوا و ما سلبوا
أمّا مِن الأهل من أدمى جوارحها
فذا عدوّ إلى الأعداء ينتسب
بعدا لهم ألف بعد إنهم نَجَس
و هم ختاما لنيران العدى حطب
بشير العبيدي ...تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق