. ليت شِعري
يا شعر يا من قد أسرتَ مِدادي
و غزوت روحي و استبحت فؤادي
و تركتني لمشاعر تجتاحني
لتقول رشدا أو تهيم بوادي
و رميت ثوبي و التحفت قصيدتي
و تركت عيدي و استعرت حدادي
مالي و دنياي التي تقتادني
لتذيب ذاتي في رحاب الضّادِ
ما زلت يا حرفي وراءك سائرا
أسعى إلى التّيجان و الأمجادِ
و أظلّ أكتب ما الخيال يتيحه
و السّهد يحرمني لذيذ رُقادي
فأبِيتُ أرصف ما يجيء مبعثرا
و ارتّب الأبيات وِفق مُرادي
كلّ الرّفوف بها حصاد قصائدي
لكنّّني أحسو كؤوس كسادي
أيحِقّ للزّمن السّخيف تجاوزي
و تجاهل المضمون و الأبعادِ
كلّا ، و لكنّّ المسامع أعرَضت
عن طَرق باب الشِّعر و الإنشادِ
و لعلّّها يوما تُفيق لتنتشي
بجمال ما نظَمت يدُ القُصّادِ
لم يبق في وطن القريض مبجِّلٌ
لذوي الرّوائع رائحا أو غادي
أو مَن يُتابع ما يخطّ يراعهم
و متاعب التّفكيرِ و الإجهادِ
دُرَري الثّمينةَ صَدِّقيني و اشهدي
أنّي رَمَيتكِ في مياه الوادي
و سألت ربّي أن يسامحني إذا
ما اسْطَعتُ أدرأُ هجمة الإفسادِ
ما حيلتي و السّخفُ أصبح رائجا
و الشِّعرُ سوق كاسد ببلادي
الشاعر التّونسي
الحبيب المبروك الزيطلري

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق