آخر المنشورات

الخميس، 3 أكتوبر 2024

الكِتَابَةُ بِأَبّجَديَةٍ ثُنَائِيِّةِ التَرقِيْم : صَمْتُ المَقَال . بقلم الكاتب سامي يعقوب . / فلسطين .

 الكِتَابَةُ بِأَبّجَديَةٍ ثُنَائِيِّةِ التَرقِيْم :


صَمْتُ المَقَال .


ذَهَبَ المَسَاءُ بَعِيدًا ، نَحْوَ فَجْرٍ قَد يَطُولُ ، فِي خَرِيفِ الكَلَام ...

و يَطُولُ شُرُوقُ الحَرفِ ، يَمْشِي بِيَ إِلَى ذِكْرَى سَوفَ تَأتِي غَدًا ، و يَنْطِقُ الصَمْتُ فِي سَمْعِ النِيَام ...

نَظَرتُهُ و قَد ضَاعَ وَهْمًا ، ضَاءَ وَهْمًا فِي البَعِيد ، و أَنَا وَحْدِي مَن شَهِدَ البِدَايَةَ هَا هُنَا ، و هُنَا أَيْضًا مَاتَ الخِتَام …

ضَاقَت بِيَ أَنْفَاسِيَ فِي مُنْتَصَفِ الطَرِيقِ ، فَذَهَبْتُ غَربًا لِلجَنُوبِ ، و الشَرقُ شَمْأَلَ يَجُرُّ خَلفِيَ لِلأَمَام ...

كَتَبْتُ حَتْفِيَ فِي خُرَافَةٍ تُروَى صَبَاحَ يَومِيَ ، و اليَومُ يَحْكِينِي لِلعَصَافِيرِ حِكَايَةَ النَدَى ، يُولَدُ مِن الرَمَادِيِّ فِي غَمَام ...

جَاءَ الشِتَاءُ بَعْدَ عُمْرِيَ مَرَتَيّنِ مُمْطِرًا ، بِمَا يُشْبِهُ حَقِيقَةَ المَعْنَى ، التِي تَقُولُ لِيَ أُغَازِلُ المَوتَ : عَلَيكَ السَلَام ...

سَقَطْتُ بَيْنَ شِفَاهِ الحُلُمِ جَاءَ يَمْشِي حَافِيًا ، قَبْلَ مَوعِدِ القُبْلَةِ الحَرَّى بِشَهْرٍ و عَام ...

و بَيْنَ قِيَامِ النَومِ مِن جَوفِ خَوفِيَ ، و قَد اسْتَسْلَمَ لِنِدَاءِ الصَدَى ، يُثَرثِرُ هَامِسًا فِي مَسْمَعِيَ : أَنْتَ دُعَاءُ الحَرْبِ ، و جَفَافُ الخَرِيفِ فِيهِ انْتِقَام ...

اشْتَعَلْتُ دَمْعَ العَاشِقَيْن يَسِيلُ حُبًا ، يَسِيلُ حَيًا شَكْلَ احْمِرَارِ الوَجْنَتَيْن لَونَ الرُخَام ...

وَقْتَذَاكَ ضَاعَت مِنِّيَ الإِجَابَةُ ، لِلسُؤَالِ يَهْوِي مِن عَلٍ عِنْدَ صَدْرِ الخَطَابَةِ ، تَكْذِبُ القَولَ عَلَى جُمُوعِ السَامِعِينَ ، يَشْكُونَ العَمَائِمَ لِلعُرُوشِ التِي تُكَذِّبُ وَقْتَ يَقُومُ الحُسَام ...

و تُكَذِّبُ فِي هَمْهَمَةِ الخُنُوعِ ، غَضَبُ الأَفَارِسِ و الفَوَارِسِ يُسَابِقُونَ الرَدَى ، فِي حَرْبِنَا التِي تَعْنِي الجَمِيعَ ، ضِدَّ غَاشِمٍ هَادَنَ الخِيَانَةَ ؛ صَافَحَت يَدَ الجَرِيمَةِ تَحْتَ الرُكَام ...

فَهَبَّ الخَيَالُ يَرسُمُ الصَلِيلَ نَصْرًا ، يَقْطُرُ مِن دَمِيَ يَفُورُ فِي الوَرِيدِ ، صَيحَةً كُبْرَى تُوقِظُ العَزِيمَةَ بِلَا اسْتِسْلَام ...

و عَادَ الانْتِصَارُ نَفَسًا يَعْشَقُ الأَرضَ ، و جَدَائِلَ الجَلِيلِيَةِ تَزْهُو لَوحَةَ رَبِيعِنَا ، يَقْتَرِبُ ُمِن افْرَاحِنَا ؛ عُرْسُ الشَهِيدِ ، ارْتَقَى هَادِئَ المَلَامِحِ مَع هَدِيْل الحَمَام …

ثُمَّ عَادَ الانْتِصَارُ فِي صَوتِ الصَهِيْل القَدِيمِ ، و زَئِيرِ القُلُوبِ الثَائِرَةِ عَلَى سُكُوتِ خَوفِهَا ، مِن سِيَاطِ الجَلَادِ ، آمِرُ اللِسَانِ عَن صَوتِ حَدِيثِ الحَدَثِ الصِيَام …

فَأُرَانِي أَدْفِنُ الحُرُوفَ الغَائِمَاتِ فِي نَومِ القَوَافِي ، أَسْمَعُهَا تَقُولُنِيَ لِأَخِي الغَرِيبِ : يَحْكِي مَا يَجِبُ أَن يُقَالَ صَحْوًا ، هَذْوَ مَن يَهْذِيَ رُؤَاهُ أَحْلَام .


سامي يعقوب . / فلسطين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق