.... الغرفة القبليّة ....
في الغرفة القبليّة كانت أمّي تجدّل ضفائر الدّجى بمشط النّهار .تستعير من الياسمينة المتّكئة على النّافذة نصف المفتوحة شرائط بيضاء وأزهارا لتزيّن شعر اللّيلة الحالكة كي تنبجس الأنوار في عمق سوادها.
في الغرفة القبليّة كم توقّفت أمام تلك اللّوحة . كم حاورت الزّمن الغافي في البرواز الأنيق . كم ركضت خلف الجمود الثّابت علّني أمسك يد أمي أو ألتقط المشط السّحريٍ على أمل أن يساعدني على خرق البرواز فالجدار فالزّمن لألقي برأسي في حجر أمي ، في رحاب طفولتي المسروقة، في حضن حاصره الغياب وأرداني يتيما .
تونس...15 /10/ 2024
بقلمي... جميلة بلطي عطوي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق