**كلاهما فكرة**
هل أهديك وردة
وأكون شاكرا لك؟
إنها من وحي أفكاري
تسبح بلا هوادة
في فضاء مشحون بالأسئلة
أغلبها عمياء بلا أجوبة
وأقلّها علامات طريق
أو شواهد قبور
أو منارات ليلية ترشد التائهين
إنها أنا
وأظن بأنك أيضا أنا
التماهي في غاية الروعة
الأضداد تبني أعشاشها في رأسي
تتصارع كالثيران في حلبة الرهانات
وتعلو الأصوات شجارا وإهانات
بل تقود الأمواج المتلاطمة إلى الشاطئ
تشكمها لتنتحر على أعتاب اليابسة
وردتي تقرأ المجاز
وتكتب الإعجاز
وتروي الحكايا
وترسم ملامح الوجوه في المرايا
وتكشف بخط الرمل جميع الأسرار والخفايا
خبّأتها دهرا
وصنتها عمرا
وكلّفتها أمرا
وإن بعد العسر
كأنّ البدر يكتمل في محيّاها
عشقتها بكلّ ثقلي
حتى غدا الكون ثقلي
وردتي تحبّ رذاذ الشتاء
ووشوشة الفراش على ضفاف المساء
ترسم على وجهي ابتسامتها دون عناء
تحتضن الغيم بذراعين من مطر
فيسكب على قممي زلالا
حبيبتي غارت
وملامح أنوثتها غارت
وانكفأ الظاهر في الباطن
ولكني متيّم بهما
كلاهما فكرة
الحبّ لا ينشطر
والقلب صامد لا ينفطر
بقلم:عبد الستار الخديمي -تونس

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق