آخر المنشورات

السبت، 15 فبراير 2025

مطرٌ على خدِ الطين | بقلم الشاعر حسين السياب

 مطرٌ على خدِ الطين | حسين السياب 


من دونِ جناحٍ أغرِّدُ خارجَ السرب

توهّمتُ، وأُوهِمتُ أن الغيمَ صاحبي

وظلّي هناك...

يقرعُ طبولَ النشوةِ

وحيداً يقفُ بالمقلوب

بينما تتسرّبُ زمرُ الجنِّ من الشّطآنِ!

يتلظّى دمي

 عواصفُ حنين تجتاحني..

ثمّة لحظاتٌ لا تنسى

كنتُ فيها بينَ ذراعيكِ

أستريحُ من تعبِ الرحلةِ

دونَ قلقٍ

دون خوفٍ من مكانٍ..

على حافَّةِ القمر المنسيِّ أجلسُ

أنظرُ لسنيِّ العمرِ 

التي تدورُ في ساعةِ أبي..

أحنُّ للشتاء

 أطرِّزُ النجماتِ على خدّ الليلِ 

الغافي على أسوارِ معبد ''إينانا''

أتأمَّلُ القيامةَ على أبوابِ المتاهةِ.

بشبقِ الصّمتِ أداوي خربشاتِ المطر على وجهي..

حين شقَّ شطُّ البداياتِ مجرىً لحكايةٍ تسلّلَتْ

من مخيِّلةِ الفرات

 تمسّكتُ بأظافر الشيطان

يمّمتُ وجهيَ شطرَ بابِ الأزل 

أسعى إليكِ

محمولاً على أكتافِ الذنوب...

فكِّي أبوابكِ الثّماني لنتقاسمَ الخطايا السّبع

وتظلّين خطيئتي المقدّسةَ التي لا تبصرُ النورَ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق