ابنتي (جزء ١
لم يرزقني الله بابنة في الصغر....لكن عوضني الله إياها في الكبر....حشاشة القلب، مصدر البركة و العبر....
ما أن تفتح عينيها تتوضأ وتصلي.... إلا و تفتح باب غرفتي....ترفع غطائي.... تلامس وجهي بيديها.... و بدوري أعبث بخصلات شعرها.... التي غزاها الشيب و بدأت تتساقط تباعا على كتفيها....
بين المقل والأحظان يوثق الحب اللحظات...تنقلب لنا الأدوار، و تتقلب الصفحات....
كلامها عابر...شارد...يتطاير رمادا من نوافذ الماضي حكايات....
كانت في طفولتي هي من يستمتع لما أسرد من قصص و روايات...
وأصبحت الآن هي من يحكي لأثبت ذاتها من خلال التضحيات....تتحول إلى سرد مفصل ظل رهين عقلها سجين الذكريات....
هي أمي من تتسع لها دائرة الجلسات...!بالعبق الروحاني الذي يتيح مساحة كبرى للفضفضة والعبارات....! من تسيل لها جداول الحب آهات !....و من تركع لها الكتابات....!
فما أجمل نعمة الحب..! الغنية عن المنفعة ....التي لا تشوبها مصلحة....
سواء للأم أو للزوج... للإبن أو للأخ...أو لكل من يعشق فلسفة الحب السرمدي....الذي هو سر الوجود الأبدي....
بقلمي سلوى بن حدو/ الرباط

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق