مصادفة
رأيتُ ما يرى النائم اني اتسكع في الشوارع بين الأحياء السكنية في المدينة وقد كان هذا هو وقت الضحى بينما فردت الشمس اناملها الذهبية شعاعا ملء فضاء المكان وكنت كلما ولجت في شارع صادفت زميلاً من زملائي أيام الدراسة اغلبهم لم يلاحظني مضوا في طريقهم عابرين وفي ركن شارع جديد صادفت تلميذة من أيام دراستي في المرحلة الأبتدائية طوى عليها الزمن فلم تعد تمرّ على البال مُحيت ملامحها من دفتر الذاكرة لكني حين رأيتها عرفتها ولم تعرفني اطلقتُ ضحكة بقهقة رُبما كان بسبب أقتران مشاعر السعادة بمشاعر الدهشة لاحظت أنها لاتزال ترتدي الزي المدرسي مع حقيبة الظهر المدرسية بعمرها الصغير مُذ كنا تلميذتان متساويتان في الفئة العمرية أُشاطرها الزمالة والصف قلتُ في نفسي : اليس من المفترض أن تكون قد اكملت دراستها منذ وقت وأنتقلت إلى طور مرحلة أُخرى من حياتها غير أن السنين جعلتني أنا فقط من أكبر فأكون بهذا العمر وبقيت هي حالها قلت لها عجبًا أوما زلتي تدرسين؟ أختصرت اجابتها بنعم ثم مشت ولم تنبس ببنت شفة تبعتها ثم مشيت بقربها وأكملت الطريق معها وأنا أضحك وأُثرثر متأثرة بهذه المصادفة العجيبة .
زهراء شاكر الركابي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق