في وضع استعداد للتَّصفيق..قصة.. عماد أبو زيد. ------------------------------------------------------------
يحدثُ أن أرى العالم من ثقب إبرة، لست وحدي، لن أكون مكابرًا وأدَّعي الحكمة ورجاحة العقل وأعترف بغير ذلك؛ فغالبًا ما تدفعني احتياجاتي خاصَّةً إذا حال الآخرون دون تلبيتها إلى اتِّخاذ موقف منهم، هم لم يدخلوا عقلي بعد، ويروا كيف أضعهم في خلفيَّة سوداء بوجوهٍ قبيحةٍ وعيون مقيتةٍ، يقينًا لقد كونت دوافعي صورة سيئة لهم، عليَّ نسيان موضوع التَّسامح وعلاقتي بالآخر قليلاً.
- لا داعي للجمل الاعتراضيَّة.
- ليس في وسعك غير ذلك.
الموعد المقرَّر لافتتاح المهرجان السِّينمائيّ للأفلام التَّسجيليَّة الذي تُنظِّمه وزارة الثَّقافة السَّاعة التَّاسعة مساءَ اليوم؛ كنَّا قد أتينا في رحلةٍ إلى محافظة الإسماعيليَّة تحت رعاية وزارة الثَّقافة وشعار المُلتقى الفكريّ، جاءت هذه الرِّحلة ترضيةً لي، بديلاً عن أحد المؤتمرات التي لم أرشَّحْ لها، هذا لا يهمُّ؛ فغاية المؤتمرات أو الملتقيات عندي كسر إطار الحياة الذي أعيش فيه، والخروج إلى حياة جديدة في مكان قصيٍّ ذي طبيعة خلاَّبة، ليس خطئًا أن أجاهر بذلك.
عندما عملت لفترة ما مدرسًا كان لزامًا عليّ الذهاب إلى المدرسة في العطلة الصَّيفيَّة كشأن زملائي تحت سطوة دفتر الحضور والانصراف، كان الجميع يسخرون من ذلك، مُردِّدين:
- الوزير عارف إنها إجازة وإننا لا نعمل.
كان المدير يبتسم:
- إنَّها الأوامر.
كنَّا نقضي هذا الوقت في مجالس النَّميمة، لم يكن أمامنا خيارٌ غير ذلك، وإذا كان الشَّيء بالشَّيء يُذكر، فإنَّ من حسنات هذه المجالس إتاحة الفرصة لنا لممارسة الدِّيمقراطيَّة بطريقة نزيهةٍ؛ فنسبُّ الوزير ونلعن الحكومة.. إلخ ، وتذهب أماني البعض إلى استدعاء الحُلم بالسُّلطة ، وحُكم البلاد والعباد، كما كان بيننا مَن لا يتجاوز سقف طموحاتهم حمل حقائب وزاريَّة؛ فيتعجَّلون بالإفصاح عمَّا دارت به رؤوسهم من تصوُّرات بشأن القضايا التي تُؤرِّقهم، ويتبارى الحاضرون في الثَّناء أو الانتقاد، مكاشفين عن وجهات نظرهم وآرائهم حيال ما سمعوه.
كانت غاية وزارة الثَّقافة ظهور افتتاح المهرجان السِّينمائي للأفلام التَّسجيليَّة بصورة مشرِّفة أمام كاميرات العالم؛ فحسب وجهة نظر مسؤولي الوزارة عندما تكون قاعة المسرح مكتظة بالجمهور، يُعطي ذلك انطباعًا جيِّدًا انطباعًا جيِّ

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق