«[5]» كيف نستقبل أشهر الطاعات؟! «[5]»
دكتور / علوي القاضي..
... كيف نستقبل رمضان على نهج النبي ﷺ ، وصحبه الكرام باعتباره ذروة سنام أشهر الطاعات؟!
... وصلا بما سبق وكما ذكرنا أن التوبة الصادقة ، والدعاء ببلوغ رمضان وقبول الأعمال الصالحة ، وقضاء مافات ، ثم الفرح بقدوم الشهر والإستجابة للدعاء ، وعبادة الله عن علم ، وتدريب النفس بالصيام في شعبان ، وقراءة القرآن ، وإعداد برنامج للعبادة وحسن إستغلال الوقت ، وتدريب النفس والتهيئة البدنية ، وتصفية القلوب والتخلي عن كل شوائبه ، ثم التحلي بالصبر ، لنحصل على التجلي ومصاحبة الأخيار ونستكمل ؛.؛.؛.
(★) وبالعمل الجماعى مع الأحباب والصحبة الخيرة نعمل على وضع (خطة وبرنامج عملي) للإستفادة من شهر رمضان لذلك من الضروري وضع الخطط للاستفادة من رمضان ، فالكثيرون من الناس وللأسف الشديد حتى الملتزمين بهذا الدين يخططون تخطيطاً دقيقاً لأمور الدنيا ، ولكن قليلون منهم الذين يخططون لأمور الآخرة ، وهذا ناتج عن عدم الإدراك لمهمة المؤمن في هذه الحياة ، ونسي أو تناسى أن للمسلم فرصاً كثيرة مع الله ، ومواعيد مهمة لتربية نفسه ، حتى تثبت على هذا الأمر ، ومن أمثلة هذا التخطيط للآخرة ، التخطيط لاستغلال رمضان في الطاعات والعبادات ، فيضع المسلم له برنامجاً عملياً لاغتنام أيام وليالي رمضان في طاعة الله تعالى
... مثلا ، يصلي الأوقات في المسجد جماعة ، والتراويح بجزء ، والمحافظة على صلاة الضحى ، والتهجد ، وصلة الأرحام ، والإنفاق ، وزيارة المرضي ، وحضور الجنائز ، وغير ذلك ، فتقوم بعمل جدول في كراسة من ثلاثين خانة ولكل يوم تسطر فيه أعمالك ، ثم توقع عليها وتكتب شرطا جزائيا ، (أقر أنا الموقع أدناه أنني لن أقصر في أي بندٍ من البنود سالفة الذكر ، وإذا قصرت أتعهد بدفع مبلغ خمسين جنيهات صدقة) ، حتى الشرط الجزائي يكون طاعة !
... وهكذا أحبتي في الله لو التزمنا بكل ما سمعناه نكون من الفائزين في رمضان الفرحين في الدنيا والآخرة
... اللهم بلغنا رمضان وبارك لنا فيه آمين
... أحبابي ، بهذه الإستعدادات ، يستقبل المسلم شهر رمضان بروحانية عالية وجاهزية تامة لأداء العبادات ، سائلين المولى عز وجل أن يُعيننا على صيامه وقيامه ، وأن يتقبله منا
... فـ (الطاعة والعبادة) دليل الحب ، و (المعاصي والذنوب) دليل البغض والكره ، قال (سليمان بن عبد الملك) لـ (أبي حازم) ، يا أبا حازم ، كيف القدوم على الله عز وجل؟! ، فقال ، يا أمير المؤمنين أما (المحسن) فكالغائب ، يأتي أهله فرحا مسرورا ، وأما (المسيء) كالعبد الآبق يأتي مولاه خائفا محزونا
...أحبتي في الله ، ألا فرحنا بالعبادة والطاعة كما نفرح ونستعد بالطعام والشراب ، إن لزوم الذنوب والمعاصي سبب لحرماننا من الطاعات ولاسيما في رمضان ، نعم (الذنوب والمعاصي) سببٌ للحرمان من كل خير
... وكل عام وحضراتكم بخير

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق