آخر المنشورات

الاثنين، 3 مارس 2025

زهرات رمضانية..من حدائق الإيمان تجليات الرحمة والتكافل..في شهر رمضان الفضيل بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 زهرات رمضانية..من حدائق الإيمان


تجليات الرحمة والتكافل..في شهر رمضان الفضيل


دأبت منذ زمن على الكتابة بروحانية عالية في مثل شهر كريم كهذا في محاولة مني لتكسير رتابة التدفق الزمني،فالكتابة في شهر رمضان لها بهجة روحية وحالات إيمانية وذكرى عبقة في شتى الجوانب..وهذا يدلل على أن الكتابة عن شهر رمضان لها أهميتها وفائدتها ولها أيضا الإستقبال الفاخر من لدن القراء والمتابعين،ولذلك كما أسلفت لم تمر سنة إلا وسجلنا وكتبنا فيها مقالات ذات الإرتباط الوثيق بهذا الشهر الفضيل(التكافل الإجتماعي-الصدقة-التقوى-الإحسان.. ) إلى غيرها من الموضوعات التي كتبت في هذا الشهر الكريم..

أخيراً نقول أن للكتابة في شهر رمضان لذة بالتأكيد لاتعادلها لذة الكتابة في سائر أيام السنة لما لها من وقع خاص في النفس، فالموضوع الذي يكتب في شهر رمضان ستبقى له الذكرى العطرة ذكرى السَحَر وذكرى المحبة والتقرب إلى الله..

في هذا المقال سنتناول أهمية التكافل الإجتماعي والرحمة في شهر رمضان،نبتغي من ذلك الأجر والمثوبة من عند السميع العليم، أولاً ثم رجاء الفائدة فيما يكتب لنا أولاً وللقارئ الكريم ثانياً.

ونسأل المولى الكريم سبحانه وتعالى أن يتقبل من المسلمين صيامهم وقيامهم في شهر الخير وأن تعود عليهم أعمالهم العبادية للواحد الأحد بالفضل والقبول أنه لما يشاء قدير.

مما شك فيه أن شهر رمضان هو الشهر الذي ترفع فيه الدرجات وتقال فيه العثرات ويستجاب فيه للدعوات،فتتضاعف الحسنات وتمحى السيئات.

وهذا الشهر الفضيل،من المواسم المباركة التي تسهم في غرس وتقوية مفهوم التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع المسلم، ويظهر التكافل والتعاون بين المسلمين من خلال المساعدات والمساهمات التي يقدمها أبناء المجتمع المسلم لإخوانهم المحتاجين من المسلمين، ومثل هذه الأعمال تظهر وبصورة جلية في المجتمع المسلم في شهر رمضان المبارك،بالإضافة إلى المظاهر الخاصة بالمودة والرحمة بين الأصدقاء والأسر المسلمة والتي تشتمل على الكثير من المعاني السامية والمشاعر الراقية التي يسعى الإسلام إلى تأصيلها في نفوس أبناء المجتمع المسلم، كما يسهم التعاون والتكافل في تعزيز وحدة المجتمع المسلم وتقوية أواصر تكافله والروابط بين أبنائه،ويرجع اهتمام المسلمين بإشاعة مظاهر التعاون والتكافل امتثالًا لأمر الله عز وجل،حيث قال: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ).

يُشجع المسلمون في شهر الخير على القيام بالعديد من الأعمال الخيرية والطاعات،منها صيام النهار وقيام الليل، وقراءة القرآن الكريم والتدبر في معانيه.كما يتعين على المسلمين إقامة الصلاة وتقديم الزكاة والصدقات للفقراء والمحتاجين،وتوزيع الطعام على الصائمين والمحتاجين،وإحياء الليالي الرمضانية بالعبادة والذكر والدعاء.تعتبر هذه الأعمال الخيرية والطاعات وسيلة لتحقيق القرب من الله وزيادة الأجر في هذا الشهر المبارك.

ومن أسمى قيم شهر رمضان روح التطوع لمساعدة الآخرين،وهي عبادة عظيمة لا يدرك فضلها الكثيرون.فالتبرع بالوقت والجهد لخدمة المحتاجين يعد شكلاً من الصدقة المضاعفة في هذا الشهر الكريم،حيث يجسد جوهر الإيثار والتكافل.ورغم مشقة الصيام وانشغالات الحياة،يسارع المؤمن إلى مد يد العون،سواء بجمع التبرعات وتوزيعها أو تأمين وجبات الإفطار والسحور للأسر الفقيرة،في تجلٍّ عميق لقيم الرحمة والبذل التي تميز هذا الشهر المبارك.ويحرص المسلمون في رمضان-كما أشرنا في مقال سابق- على ترسيخ قيمة الصدقة،باعتبارها نموذجًا حيًا للعطاء والإحسان،تقربًا إلى الله تعالى وطاعةً له.فالصدقة في هذا الشهر الفضيل تُضاعف في فضلها وثوابها،كما جاء في الحديث النبوي الشريف: “أي الصدقات أفضل؟ قال: صدقة في رمضان”.

وتتجلى صورها المتعددة في إفطار الصائمين،وسداد ديون المعسرين،ودعم المعتكفين،ومساندة طلاب العلم والمرضى،مما يعكس روح التكافل التي تميز المجتمعات المسلمة في هذا الشهر الكريم.

ومن القيم التي يغرسها الصيام في نفس المسلم قيمة الرحمة والإنسانية،فشعور الإنسان بالجوع والعطش لساعات معدودة في اليوم مع توفر الطعام والشراب يذكره بالعطشى والجوعى الذين لا يجدون شربة ماء أو لقمة تقيم أودهم وتحفظ حياتهم( إخوتنا بقطاع غزة خير نموذج) ويدفعه ذلك الشعور إلى مساعدتهم وتخفيف معاناتهم،وفي الصيام تجسيد لمعنى التكافل والتعاون، وتجسيد لمعنى الأخوة في الإنسانية والأخوة في الدين..

كما تتجلى صور العطاء والجود في شهر رمضان بأشكال متنوعة، حيث تُنظم موائد الإفطار الجماعي في كل مكان،وتُمنح المساعدات المالية لمستحقيها،ويُحرص على تفقد أحوال المحتاجين،في مشاهد تعكس عظمة الإسلام وقيمه السمحة، وتُسهم في تعزيز روح التكافل الاجتماعي،وتقوية روابط المجتمع، مما يعكس تماسكه ومنعته في أجمل صورها.

وعناية المسلمين بشهر رمضان لا ينبغي أن تقتصر على أداء العبادات وقراءة القرآن،إذ ينبغي أن يصاحب ذلك غرس القيم السامية التي تزكي النفس،وتنفع الناس،وتخدم المجتمع،وترتقي بالأمة،وحري بكل فرد وكل أسرة أن يضعا برنامجًا لتعزيز القيم الإسلامية في النفوس حتى نسعد في الدنيا ونفوز في الآخرة وننال رضا الله عز وجل.

وخلاصة القول:إن من أوجب الواجبات على المسلم،أن يستفيد من هذا الشهر العظيم في زيادة قربه من الله،طاعة ومحبة له، وإعلاء للقيم والمبادئ والأخلاق والسلوك التي حثنا عليها ديننا الحنيف،ليس في شهر رمضان فحسب،بل لتكون خصالا دائمة طوال العام،بل منهجا ثابتا في الحياة الدنيا،وهو الأمر الذي تتمحور حوله روح الإسلام في أبهى تجلياتها.فاستعينوا بصومكم على تقوى الله لأنه سبحانه جعله عونًا على التقوى..لعلكم تتقون.

نسأل الله تعالى أن يجعلنا منْ عباده الرحماء،وأن يكسُونا ثوب الرحمة، وأن يغرس في قلوبنا شجرة الرحمة لتثمر الصدق واليقين والمحبة والإِخاء.

ختاما،صلوا وسلموا على مَنْ أمركم الله بالصلاة والسلام عليه، فقال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )

‏اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.


محمد المحسن


 * تنويه : بكل تعفف ونكران للذات،ننوه بأن الوجدان الثقافية الرائدة تفتح بساتينها الإبداعية الوارفة لكل الأقلام الواعدة سيما في هذا الشهر الفضيل،بإعتماد التداول في النشر ليأخذ كل كاتب أو شاعر حظه.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق