آخر المنشورات

الاثنين، 3 مارس 2025

مسلسل قصصي: “رمضان في بيت عائلة النور” بقلم الكاتبة هند حيدر

 (2).     مسلسل قصصي:

 “رمضان في بيت عائلة النور”


عائلة النور مكونة من الأب (أكرم) والأم (سناء) وأولادهما الأربعة: لينا (14 سنة)، مازن (12 سنة)، هيا (9 سنوات)، وآدم (6 سنوات). يعيش معهم الجدة علياء (والدة الأب)، ويزورهم باستمرار الأعمام والخالات والجد والجدة من طرف الأم.


كل يوم من رمضان يحمل لهم درساً جديداً في الأخلاق والفضائل، سواء من خلال مواقف تحدث لهم أو حكايات يرويها الكبار 


اليوم الثاني

"الصدق يجمع القلوب"


في عصر أحد أيام رمضان، بينما كانت عائلة النور تستعد للإفطار، طرق باب المنزل. فتحت لينا الباب لتجد جارتهم، أم أسامة، واقفة هناك وبيدها صحن مليء بالحلويات الرمضانية.


قالت بابتسامة دافئة: السلام هذه بعض القطائف التي أعددتها اليوم. أردت أن أشارككم بها.


فرحت لينا وشكرتها، ثم نادت والدتها سناء، التي استقبلت الجارة بمحبة وقالت: ما أجملكِ يا جارتي! دائماً تملئين رمضان بالخير والبركة.

بعد أن غادرت الجارة، سمعت سناء صوت مازن يأتي من داخل المنزل، وهو يقول لأخته: لينا، لا تقولي شيئًا عن طبقنا المكسور!


استغربت الأم، ونظرت إلى لينا، التي بدت مترددة. فسألت سناء: ما الذي يقصده مازن؟


تلعثمت لينا قليلاً، ثم قالت بصوت خافت: في الحقيقة، كنا نريد أن نملأ طبق جارتنا الخالة أم أسامة بالكنافة التي أعددتها، لكن أثناء حمله، تعثر مازن ووقع الطبق على الأرض، فانكسر وتناثرت الكنافة.


أطرق مازن رأسه وقال: لم نرد أن نحزنكِ، لذلك فكرنا في عدم إخبارك.


ابتسمت الأم بهدوء وقالت: لكن ألم يكن من الأفضل أن تخبراني بالحقيقة بدلًا من إخفائها؟


قال مازن محاولاً الدفاع عن نفسه: لم نكذب، فقط لم نقل الحقيقة!


هنا، تدخلت الجدة علياء وقالت بحكمة: يا مازن، عدم قول الحقيقة بشكل كامل يشبه الكذب. الصدق لا يعني فقط أن لا نكذب، بل أن نكون واضحين وأمينين فيما نقوله.


شعر مازن ولينا بالخجل، فقالت هيا الصغيرة بحماس: لدينا حل! يمكننا أن نصنع كنافة جديدة ونضعها في صحن جميل ونرسلها للخالة، صحيح؟


أعجب الجميع بالفكرة، وساعد الأطفال والدتهم في إعداد طبق جديد من الكنافة، ثم ذهبوا جميعاً إلى بيت الجارة لتقديمه لها.


عندما فتحت أم أسامة الباب، تفاجأت برؤية الأطفال وهم يحملون الطبق، فقالت: يا أحبائي! لم يكن هناك داعٍ لذلك.


ابتسم مازن وقال بصوت صادق: لقد أردنا مشاركتكِ منذ البداية، لكن الكنافة سقطت منا وانكسر الصحن وكدنا نخفي الأمر، لكننا تعلمنا أن الصدق أفضل دائمًا.


فرحت الجارة بموقفهم، وقالت: بارك الله فيكم! الصدق يقوي المحبة بين الجيران والأصدقاء، وأنا سعيدة لأنني جارتكم.


عاد الأطفال إلى البيت وهم يشعرون براحة كبيرة، وعرفوا أن الصدق ليس مجرد قول الحقيقة، بل هو أيضاً وسيلة لنشر المحبة والثقة بين الناس.

هند حيدر



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق