آخر المنشورات

الأحد، 2 مارس 2025

خصوصيات تجربة الفنانة التشكيلية زينب الغول بقلم الكاتب : جلال باباي

 ¤ خصوصيات تجربة الفنانة التشكيلية زينب الغول :


"الطرح الدائم للسؤال الذهني والتاسيس للنزعة الفلسفية في الفن التشكيلي"


الوجدان الثقافية/ سوسة


        لمٌا قلٌبنا النظر بين زوايا وشرفة صالون الرواق سوسة جوهرة بمناسبة انتظام المعرض الجماعي  " الفن الحديث" ، التقفتنا فتنة اللوحة التي حملتها قماشة الفنانة المتمرٌسة : زينب الغول التي كانت حمٌالة مفهوم جديد في طور الإنجاز يبدو منذ الوهلة الأولى مغايرا للمألوف يعتمد الفكرة وهو عمل اكاديمي ينخرط في المفهوم الفلسفي الوجودي 

الذي لا يعتمد رسم الأشخاص بل الأهمٌ من ذلك ما يختفي وراء هؤلاء الأشخاص وبالرغم أن الرسامة تعترف أنها مازالت في بداية خطواتها بيد أنها أبدت خلال لقاءنا بها الافتراضي إحساسا قويا بثقة فائقة الحدود بأن عملها يستحق التناول والتفحص بعد أن حظى بتشجيع أساتذتها بفضل الصبغة الاستثنائية وتفرٌد التوجه الذي خيٌرته زينب الغول بالتركيز على كون عملي هو مفهومي تعبيري بالأساس و ليس تشخيصي يدعو المتابع  إلى التأمل و التفكير متجاوزا حاسة النظر فحسب

 و هذا فحوى التوجه الجديد و مركز اهتمام الفنانة التشكيلية زينب الغول 

في حرصها الشديد لما وراء الأشخاص لذلك ابتدعت لوحة" الكائن الأزرق"

أقرب إلى دعوة منها للمتفرج للتمعن و التفكير و التأويل و الزج به إلى بوتقة الطرح الدائم للسؤال الذهني لذا لا غرابة حين استشعرنا سعيها جاهدة إلى إيصال فكرتها بأن مجتمعنا " المعاصر "أصبح  للأسف بلا تفكير ، في حين أنه بات لزاما على دور الفن التشكيلي أن يدعو المتقبل إلى التفكير و بالتالي التمسنا من خلال لوحتها  و كتاباتها المرفوعة أنها تتضمٌن  على حراك..و  تاريخ ثم والأهم من ذلك مشاعر داخل الإنسان المتقبل فتنتهز الفرصة لشدٌه ودعوته إلى مقارنة نفسه تلقائيا من خلال تمعنه و محاولة فهمه للوحة فيجد نفسه يفكر في ذاته و علاقته بها و بما حولها.

هكذا وبتلك التيمات المخصوصة يتجلى الفن الحديث من زاوية رؤيتها معتمدا على المفهوم و ليس التشخيص

فالفكرة هي التي تطغى

و الفنان عليه أن يقوم بالدفاع عن فكرته التي يكتنفها جملة  من المتغيرات وتعترض واقعه عديد المشاكل. 


- المرأة و بحثها الدائم على الهويٌة:


تعترف بكل مرارة زينب الغول أن المرأة اليوم قد فقدت نوعا ما من هويٌتها الأصلية الأولى و انقادت متأثرة بملامح الهوية الحديثة  التي أصبحت اليوم بلا وضوح وكأنٌ العالم  في طور الذكاء الاصطناعي بات عصرا متقلبا يسعى لمحو الذات الانسانية.

           برغم حداثة تجربتها التشكيلية تظل الفنانة التشكيلية: زينب الغول واثقة من المفهوم التي تصرٌ على تكريسه في المشهد الإبداعي بأن يدعونا الفن إلى التفكير و ليس إلى النظر فحسب والمرور على أمهات المسائل بلمسة فرشاة فقط دون التوقف على وضع نقاط استفهام والتساؤل عن اللامرئي و دغدغة مركز الذهن حتى ينتبه إلى الأسئلة الوجودية.

وحسب أعتقادها الراسخ تؤكد الفنانة التشكيلية زينب الغول أنه ينبغي على الفن ان يطور من الإنسان و من قدرته على فهم الآخر و خاصة اعتبار الطرف المقابل كإنسان يحمل كتلة من أحاسيس و ليس كشخص مادي بلا مقوٌمات عاطفية.ثم تنعطف بنا الرسامة ذات النزعة الفلسفية إلى مفترق آخر تختزله في شغفها بكتابة نص مع اللوحة

فهذا في صلب الفن المعاصر 

و امتداد للحركة الفنية "دادا " التي تاسست سنة 1916 و عرٌف بهذه الطريقة  مارسال دوران في كتابه و أسماها "ready made "

وقد تناولها عديد الفنانين يعد الحرب العالمية الاولى في أعمالهم.


- تقنية الملمسية للانتقال بالفكرة إلى ثلاثية الأبعاد :


تستعمل الفنانة تقنية " التلاشي"  كثيرا كامتدادا للعناصر في اللوحة و التواصل بينها و بين عوالمها، و بالنسبة للملمسية فإنها استعمالها في مناطق معينة هي سعي لابراز فكرتها و الانتقال من ثنائية  الى ثلاثية الأبعاد و ذلك لإعطاء عنصر الهوية و الحركة ثم الأهمية لتثمين مفصليات اللوحة بكل تدقيق.


                     ¤ بقلم الكاتب : جلال باباي 

                             ( شاعر وناقد)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق