زهرات رمضانية..من حدائق الإيمان*
دور الصدقة كسيلٍ يروي أراضي الفقراء..وينعش قلوب المحتاجين.
تصدير :
شهر رمضان،شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن،شهر العتق والغفران،شهر الصدقات والإحسان،شهر تفتح فيه أبواب الجنات، وتضاعف فيه الحسنات،وتقال فيه العثرات،شهر تجاب فيه الدعوات،وترفع فيه الدرجات،وتغفر فيه السيئات..
قال الله تعالى: شَهْر رمَضان الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهدى وَالْفُرْقان فَمَن شَهِدَ منكم الشَّهْر فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضا أَوْ عَلَىٰ سفر فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يريد اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (البقرة:185)
الإحسان لب الإيمان وروحه وكماله،ومعناه مراقبة الله تعالى في السر والعلن مراقبة مَن يحبه ويخشاه ويرجو ثوابه ويخاف عقابه،بالمحافظة على الفرائض والنوافل،واجتناب المحرمات والمكروهات. والمحسنون هم السابقون بالخيرات المتنافسون في فضائل الأعمال.
والإحسان نوعان : إحسان إلى النفس وذلك بحملها على طاعة الله تعالى،والبعد عن المعاصي ما ظهر منها وما بطن .
والإحسان إلى الخلق ويكون ذلك بالعطف عليهم والرحمة بهم.
القراء الكرام : رمضان هو شهر العتق من النار فيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار،رمضان هو شهر الإحسان،شهر التراحم والتكافل وفي رمضان تكثر الحسنات والفريضة فيه بسبعين فريضة فأوله رحمة،و أوسطه مغفرة،وآخره عتق من النار.
وفي شهر رمضان يُكثر المؤمن من الإنفاق والإحسان ومواساة الفقراء والمساكين ولابد أن يروض نفسه على ذلك طوال العام وليس فقط في شهر رمضان.
ومن الأساسيات التي يجب أن نفعلها ونذكر أنفسنا وغيرنا بها في شهر الغفران هو تلاوة القران بتدبر.وتطبيق ما جاء فيه من أحكام في واقعنا والاستجابة لله سبحانه وتعالى استجابة كاملة في كل صغيرة وكبيرة و من بركات وفضائل هذا الشهر الكريم أن جعل الله سبحانه وتعالى فيه ليلة عظيمة وهي ليلة القدر وسميت بهذا الاسم لأن الله سبحانه وتعالي يقدر فيها لعباده ما يشاء من الخيرات وسعة الأرزاق والرعاية وتدبير شؤون عباده وهي خير من ألف شهر.
رمضان شهر الإحسان والإيمان شهر المحبة و إصلاح ذات البين.و إدخال السرور على الأيامى والأرامل والأرحام فلا تغفلوا عن هذا الجانب وأكثروا من اهتمامكم بالأرحام بالقدر المستطاع حتى ولو بالكلمة والمباركة والسؤال.
أكد على أنه شهر الإيثار على النفس,شهر القرآن الكريم الذي من خلاله خاطبنا الله سبحانه وتعالى ووجهنا وحذرنا وفهمنا.
وهنا أوكد على أهمية التركيز على القرآن الكريم كونه من أهم الأولويات في شهر رمضان المبارك و على الإنسان ألا يضيع ليالي شهر رمضان المبارك وأن يستثمرها للظفر بالخير والفضل العظيم خصوصا في ليلة القدر،فشهر رمضان هو شهر الصبر والعمل الصالح والإحسان وندعو كل فرد منا إلى الإحسان وتفقد أحوال الجيران و الأهل وعلينا أن نتجنب إضاعة الوقت في مشاهدة المسلسلات أو الانخراط ضمن مجالس اللهو في الليل أو حتى في النهار فنحن كمؤمنين يجب أن نسعى لأن ننال رضا الله ولن يكون ذلك إلا بتقواه وإتباع أوامره واجتناب ما نهى عنه و من المهم أن نتقرب في شهر رمضان المبارك من الله بالدعاء لان رحمته وسعت كل شيء وهو السميع المجيب وعلينا أن نذكر أنفسنا وغيرنا كون النفس البشرية بحاجة دائمة للتذكير كي تستفيق من غفلتها وتظل على اتصال بالله سبحانه وتعالى بشكل دائم.
ختاما أقول :رمضان،شهر الخير والإحسان الشهر الذي نستقبله ونحياه بفرح وهمسات القرآن،يُعَدُّ فرصةً للتجديد الروحي والاقتراب من الله.إنَّ فريضة الصيام تُشعِرنا بمعنى الامتنان وتعزز روابطنا الروحية.وفي هذا السياق،يبرز دور الصدقة كسيلٍ يروي أراضي الفقراء وينعش قلوب المحتاجين.
الصدقة تحمل وزنًا خاصًا في شهر رمضان،حيث تجسّد قيمة الإحسان والتكافل.إنَّها فرصة لتقديم العون وتخفيف آلام الفقراء والمحتاجين،مُظهرةً التضامن الاجتماعي بشكل يفوق الواجب الديني.
وتتراوح فضيلة الصدقة في رمضان لتشمل فئات واسعة من المحتاجين،ويحثنا القرآن والسنة على تقديمها للفقراء واليتامى والمساكين.
فاغتنم-أخي الصائم- هذه الفرصة،وأنفق ينفق عليك،وتذكر إخوة لك في مشارق الأرض ومغاربها،يئنُّون تحت وطأة الجوع والفقر والحاجة(إخوتنا بقطاع غزة نموذجا)،واعلم أن من تمام شكر النعمة الإنفاق منها،وأن لله تعالى أقواماً يختصهم بالنعم لمنافع العباد،ويقرّها فيهم ما بذلوها،فإذا منعوها نزعها منهم، فحولها إلى غيرهم،فقد أعطاك الله الكثير،وطلب منك القليل {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون} (البقرة:245).
شهر رمضان المبارك هو الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن الكريم في ليلة القدر،هداية للناس إلى الحق،وفيه أوضح الدلائل على هدى الله، وعلى الفارق بين الحق والباطل، وهو شهر الصيام والقيام والعتق والغفران،شهر الصدقات والإحسان،فيه تفتح أبواب الجنة وتتضاعف الحسنات،وتقال فيه العثرات،شهر تجاب فيه الدعوات وترفع فيه الدرجات وتغفر فيه السيئات
فيا أيها القارئ الكريم،انظر إلى هذه الفضائل الجمّة،والمزايا العظيمة في هذا الشهر المبارك،فحري بك أن تعرف له حقه،وأن تقدره حق قدره،وأن تغتنم أيامه ولياليه،عسى أن تفوز برضوان الله،فيغفر الله لك ذنبك وييسر لك أمرك،ويكتب لك السعادة في الدنيا والآخرة،جعلنا الله وإياكم ممن يقومون بحق رمضان خير قيام.
محمد المحسن
*تنويه : للكتابة في شهر رمضان لذة بالتأكيد لاتعادلها لذة الكتابة في سائر أيام السنة لما لها من وقع خاص في النفس،فالموضوع الذي يكتب في شهر رمضان ستبقى له الذكرى العطرة سيما إذا كان يتعلق بالجانب الديني والروحي في مثل شهر كريم كهذا.
نسأل المولى الكريم سبحانه وتعالى أن يتقبل من المسلمين صيامهم وقيامهم في شهر الخير وأن تعود عليهم أعمالهم العبادية للواحد الأحد بالفضل والقبول أنه لما يشاء قدير.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق